كلمات عابرة.. هل تبرأ ديابي من كوارث بلان؟

ما يزال قرار رحيل الفرنسي لوران بلان عن تدريب اتحاد جدة، يسيطر على المشهد داخل أروقة العميد.

وكان الاتحاد قد تخلص من المدرب الفرنسي بعد 48 ساعة فقط من خسارة كلاسيكو النصر، مساء الجمعة الماضي، بنتيجة (0-2)، ضمن منافسات الجولة الرابعة من دوري روشن السعودي للمحترفين.

وقرر النادي الغربي تعيين المدرب الوطني حسن خليفة بشكل مؤقت من أجل قيادة “العميد” خلال مواجهة شباب الأهلي دبي المقرر إقامتها، غدًا الثلاثاء، ضمن الجولة الثانية من مرحلة الدوري في دوري أبطال آسيا للنخبة.

أجواء متوترة

تسيطر حالة من التوتر والقلق على جماهير وإدارة نادي الاتحاد فيما يتعلق بمستقبل الفريق، خاصة وأن رحيل بلان جاء في وقتٍ حساس من الموسم.

وفي الوقت ذاته، تواجه إدارة “العميد” انتقادات حادة من قبل الجماهير الغاضبة، بسبب عدم تغيير بلان في بداية الموسم، فضلا عن إقالته في وقت حرج.

وتأتي هذه الأحداث، لتزيد من صعوبة المرحلة، حيث أن الاتحاد لا يمتلك رفاهية السقوط أمام شباب الأهلي سواء بالخسارة أو التعادل، خاصة أنه خسر في الجولة الأولى خارج الديار أمام الوحدة الإماراتي (1-2).

توابع السقوط

كان بلان بمثابة الدرع الذي يواجه انتقادات الجماهير والإعلام بعد كل تعثر، وبعد رحيله أصبح نجوم الفريق في وجه المدفع لحين تصحيح الأوضاع والتعاقد مع مدير فني جديد.

الفرنسي موسى ديابي أول من واجه سهام الانتقادات في المؤتمر الصحفي قبل مباراة شباب الأهلي، حيث تلقى سؤالا من أحد الصحفيين حول تراجع مستواه في الفترة الأخيرة، وخاصة على المستوى الدفاعي.

وقرر النجم الفرنسي الرد على السؤال، بقوله: “نحن هنا للحديث عن الجميع وليس لاعبا واحدا فقط، هذا قد يكون رأيك شخصيًا”.

Getty Images

وأضاف: “في الوقت ذاته، يمكنني القول إنني لاعب هجومي في المقام الأول، والفريق مكون من 11 لاعبًا، ولكل عنصر دوره الخاص، بحسب وجهة نظر المدرب”.

وكان الجناح الفرنسي قد واجه انتقادات مستمرة، بسبب عدم القيام بأدواره الدفاعية المطلوبة، بالإضافة لتراجع مردوده الهجومي.

ويبدو أن النجم الفرنسي حرص على تبرئة نفسه من تهمة التراجع الدفاعي، بالحديث عن دور كل لاعب والإشارة لتنفيذ تعليمات المدرب في المقام الأول.

كلمات عابرة

اتهمت الجماهير الاتحادية المدرب الفرنسي بضعف شخصيته وعدم قدرته على احتواء غرفة خلع الملابس، بالإضافة لعدم قدرته على إدارة المباريات الكبرى.

وحول هذا الأمر، قال ديابي: “رحيله لا يعنينا كلاعبين، فنحن نركز على عملنا، ولدينا رغبة في مصالحة الجماهير وتصحيح المسار بالفترة المقبلة”.

وأكمل حديثه: “بلان يعتبر من الماضي ونحن أبناء الحاضر، ورحيله كما ذكرت لا يعنينا فهو أمر إداري وليس لنا أي دخل به”.

وأتم: “في الوقت ذاته، يمكنني قول إن المدرب قام بعمل رائع خلال الموسم الماضي، وقادنا نحو الثنائية، لكن ما حدث أصبح من الماضي وعلينا التركيز فيما هو قادم”.

رغم أن ديابي أشار إلى تحقيق الثنائية تحت قيادة بلان، إلا أنه رفض الحديث عنه بشكل مطول، وذلك عبر كلمات عابرة.

شخصية ضعيفة

جاءت تصريحات ديابي، بعد سلسلة الكوارث التي سقط فيها المدرب الفرنسي، وهو ما أدى للهجوم على جميع اللاعبين، وخاصة الأجانب بقيادة ديابي.

أحمد عطيف، لاعب المنتخب السعودي السابق، أكد أن ديابي يحتاج لمدرب شخصيته قوية، وهو ما لم يجده خلال فترة تواجد بلان.

محمد نور، أسطورة الاتحاد، أكد هو الآخر أن بعض اللاعبين لم يقدموا المطلوب في الفترة الأخيرة، نظرًا لعدم قوة شخصية المدرب.

Getty Images

وقال نور: “في الفترة القادمة يجب على الاتحاد التعاقد مع مدرب قوي الشخصية في المقام الأول، وأعتقد أن قرار رحيل بلان كان جيدًا، لأنه قدم كل ما لديه”.

وجاءت تصريحات عطيف ونور للإشارة إلى ضعف شخصية المدرب الفرنسي، وذلك بجانب الكوارث العديد التي ارتكبها منذ بداية الموسم الجاري.

كوارث بلان

لم يكن قرار إدارة الاتحاد مفاجئًا أو عشوائيًا، بل جاء امتدادًا لتراكمات واضحة خلال الأسابيع الأخيرة، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.

الفريق بدا وكأنه يفتقد الهوية الفنية، عاجزًا عن فرض شخصيته التكتيكية في المباريات الكبيرة، ولم يستطع توظيف إمكانيات نجومه بالشكل الأمثل.

وعلى المستوى الهجومي ظهر الأداء باهتًا، بينما عانى الدفاع من أخطاء متكررة تسببت في خسائر مؤثرة.

وزاد الطين بلة غياب الحزم من جانب المدرب، الذي افتقر للشخصية القادرة على ضبط غرفة الملابس، وهو ما برز في أكثر من موقف أمام الكاميرات.

ولم يخفَ على جماهير الاتحاد هذا التراجع، إذ سرعان ما فقدت ثقتها بالمدرب، خاصة بعد السقوط أمام النصر في الدوري وقبله في مباراة السوبر، لتتصاعد الضغوط على الإدارة وتدفعها لاتخاذ خطوة حاسمة قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر.