المغرب يصدم إسبانيا في افتتاح مجنون بالمونديال

نجح المنتخب المغربي لأقل من 20 عاما في تحقيق فوز ثمين على نظيره الإسباني بنتيجة 2/0، في مونديال الشباب المقام في تشيلي.

المنتخب المغربي بقيادة محمد وهبي قدم مباراة مثالية بكل المقاييس لينال من منافسه بفضل خطة محكمة وانضباط رائع للاعبيه الذين امتصوا حماس وضغط الإسبان من البداية مع تألق واضح للحارس يانيس بنشاوش، والذي تصدى للعديد من الهجمات الخطيرة.

ذكريات سابقة

حملت مواجهة منتخبي المغرب وإسبانيا لهذه الفئة ذكريات أعادت للأذهان مواجهة سابقة في نفس المسابقة لنفس الفئة في مونديال هولندا 2005، و انتهت المباراة في افتتاح دور المجموعات لإسبانيا بنتيجة 3 -1 قبل أن يضمن المنتخبان تأهلهما عن نفس المجموعة وينهي المغرب النهائيات في المرتبة الرابعة في إنجاز تاريخي غير مسبوق بعدما بلغ المربع الذهبي وخسر من منتخب نيجيريا .

بعد مرور عقدين كاملين يعود المنتخبان ليتلقيا مجددا بهاجس الثأر للكرة المغربية والتأكيد للإسبانية على استاد سانتياغجو في تشيلي.

بنشاوش يصد الطوفان

مثلما كان متوقعا واستنادا لمعطيات واقعية من قبيل قوة المنتخب الإسباني وخبرة لاعبيه ودخولهم المسابقة في ثوب المرشح الأول للتتويج، كان متوقعا أن يكون منتخب إسبانيا هو البادئ بالضغط و المبادرة.

و فعلا ووفق نفس السيناريو مرت العاصفة سالمة وبهدوء بعد أن تصدى المتألق بنشاوش لهجمات كورتيخا وتسديدات كوينكا، مثلما حضر الحارس وهو يصد بأعجوبة رأسية اللاعب فورتيس بعد انفراد تام.

وبدا المنتخب المغربي أكثر هدوء وهو يدخل بالتدريج أجواء المباراة ليهدد مرمى منتخب إسبانيا بمرتدات خاطفة أقلت مرارا حارس لاروخا.

أتت مجريات الشوط الثاني مغايرا تماما للأول وخلاله ضغط المنتخب المغربي الذي كان الأكثر خطورة وتحكما في إيقاع اللعب.

هجمات متكررة ودراسة جيدة لأسلوب لعب منتخب إسبانيا ليأتي الهدف الأول بعد بناء رائع وتمريرة اللاعب ياسين الذي كسر مصيدة التسلل من منتصف الملعب لتصل الكرة اللاعب زابيري المنطلق بقوة  لينفرد بالحارس معلنا الهدف الأول ف الدقيقة 52.

هدف نال من ثقة الإسبان وظهر ذلك جليا من خلال حالة الارتباك التي ظهرت على خطوط الفريق ليكرر منتخب المغرب ما فعله في الدقيقة 57 بعد انطلاق اللاعب معما الذي توغل بالمنطقة ليمرر الكرة صوب اللاعب ياسين بوخاليفي الذي أكمل الكرة لمرمى منتخب إسبانيا مفجرا فرحة هيستيرية في المدرجات وفي دكة بدلاء المغرب.

عاد منتخب إسبانيا ليضغط مستغلا خروجا اضطراريا لمسجلي الهدفين زابيري وبوخاليفي للإصابة ليحصل على ركلة جزاء في الدقيقة 79 عاد على إثرها الحكم  لتقنية الفيديو ليتأكد من مغالطة الماجهم يورينتي له وينذره ويلغي ركلة الجزاء.

انتصار للتاريخ وتأكيد العقدة

ظهر المنتخب المغربي متماسكا بقية الدقائق وكاد اللاعب بومسعودي أن يسجل الهدف الثالث لولا تألق الحارس الإسباني الذي أبعد الكرة من فوق خط المرمى في الدقيقة 84.

وبعدها بدقائق أهدر البحراوي الهدف الثالث بعد انفراد تام بحارس منتخب إسبانيا إلا أنه تسرع على مستوى التسديد.

ورغم أن الحكم أضاف 6 دقائق كوقت بدل من الضائع إلا أن المنتخب المغربي كان حاضر البديهة بخلاف حالة العصبية التي ظهر عليها الإسبان ليزعج المغرب خصمه بمرتدات أرعدت فرائس مدرب إسبانيا الذي كان منفعلا وهو يصدر تعليماته لتفادي هزيمة ثقيلة في أول ظهور له حفاظا على الكبرياء وللإبقاء على الفرص قائمة داخل هذه المجموعة بعدما استسلم للخسارة.

وعاد مدرب إسبانيا ليطالب مجددا في آخر الدقائق بالعودة لتقنية الفار مطالبا بركلة جزاء أكد الحكم عدم صحتها مجددا.

ثم عاد نفس الحكم في الوقت الإضافي ليلغي هدفا لمنتخب إسبانيا بعد احتساب تقنية الفيديو تسللا ضد مهاجم لاروخا.

انتصار آخر للمنتخب المغربي في مواجهة الكرة الإسبانية بعد أن أطاح منتخب الأسود في مونديال قطر بمنتخب الماتادور من الدور الثاني في واحدة من أقوى مفاجآت تلك النسخة بعد فاصل ركلات الترجيح وقبلها في 2018 كان المنتخب المغربي قد أحبط منتخب اسبانيا بالتعادل 2-2 في دور المجموعات بعدما كان الأسود هم المتقدمين في النتيجة.

انتصار في غاية الأهمية أمام الخصم الأقوى داخل هذه المجموعة قبل مواجهة البرازيل والمكسيك لاحقا وهي انطلاقة أكثر من رائعة لأشبال المنتخب المغربي.