ثنائية هالاند لا تكفي.. ركلة جزاء قاتلة تطيح بأحلام جوارديولا في موناكو
خطف نادي موناكو الفرنسي تعادلًا مثيرًا من بين أنياب ضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي، بعدما انتهت المواجهة التي جمعتهما على ملعب “لويس الثاني” بالتعادل (2-2)، مساء الأربعاء، ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أوروبا.
المباراة جاءت مثيرة في تفاصيلها، خاصة مع بروز النرويجي إيرلينج هالاند الذي واصل تحطيم الأرقام القياسية بتسجيله ثنائية جديدة، بينما رفض أصحاب الأرض الاستسلام، لينتزعوا نقطة ثمينة بفضل ثنائية جوردان تيزي وإيريك داير.
المباراة حملت خبرًا سعيدًا لجماهير موناكو بنيل نقطة أولى في مشوارهم الأوروبي هذا الموسم، حيث ارتقوا للمركز الثلاثين في ترتيب المجموعات، بينما فقد السيتي أول نقطتين ليتجمد رصيده عند 4 نقاط في المركز الثامن.
أهداف متبادلة وندية عالية
السيتي افتتح التسجيل عبر هدافه الأول إيرلينج هالاند في الدقيقة 15، حين تلقى تمريرة طولية متقنة داخل منطقة الجزاء، ليتعامل معها بلمسة فنية ساقطة من فوق الحارس كون، مودعًا الكرة الشباك بطريقة استعراضية.
لكن رد موناكو لم يتأخر سوى ثلاث دقائق فقط، إذ تمكن جوردان تيزي من استغلال كرة وصلته على مشارف منطقة الجزاء، فأطلق تسديدة قوية استقرت على يمين الحارس دوناروما الذي لم يفلح في منعها من معانقة الشباك.
بعد هدف التعادل، تلقى موناكو ضربة موجعة بإصابة مدافعه فانديرسون الذي سقط متألمًا ليغادر أرض الملعب باكيًا في الدقيقة 22، تاركًا مكانه لزميله كواتارا.
وفي المقابل، واصل السيتي فرض أسلوبه بالاستحواذ والضغط الهجومي، حيث كاد برناردو سيلفا أن يعيد التقدم لفريقه بتسديدة قوية من حافة المنطقة، إلا أن الحارس كون كان في المكان المناسب للتصدي لها.
فيل فودين أيضًا حاول بتسديدة قوية ارتطمت بالعارضة، بينما واصل ريندرز تهديد مرمى موناكو بتسديدات بعيدة المدى، لكن الحظ والحارس وقفا له بالمرصاد.
وفي الدقيقة 44، عاد هالاند ليؤكد حضوره القوي، إذ ارتقى لعرضية متقنة أرسلها أوريلي من الجهة اليسرى، ليضع الكرة برأسه نحو أقصى الزاوية اليسرى، محرزًا الهدف الثاني له ولفريقه، لينهي السيتي الشوط الأول متقدمًا بهدفين مقابل هدف واحد.
Getty Images
شوط ثانٍ مفتوح
مع بداية الشوط الثاني، حاول موناكو مباغتة السيتي، وكاد بالوجون أن يسجل هدف التعادل حين انفرد بالحارس، لكنه أضاع الفرصة بغرابة بعدما مرت الكرة بجوار القائم. ورغم ذلك، ظل السيتي الأكثر خطورة، حيث أجبر حارس موناكو على التصدي لمحاولة أوريلي الخطيرة من الجهة اليسرى.
بيب جوارديولا قرر تنشيط فريقه هجوميًا في الدقيقة 61، فدفع بالبرازيلي سافينيو والإسباني نيكو جونزاليس بدلًا من دوكو ورودري، بينما رد مدرب موناكو أدولف هوتر بإشراك إيدومبو مكان أنسو فاتي.
السيتي ظل مصرًا على حسم اللقاء بهدف ثالث، لكن العارضة تدخلت مجددًا لتحرم ريندرز من هدف محقق بتسديدة يسارية صاروخية من خارج المنطقة. أما هالاند، فقد واصل بحثه عن الهاتريك بتسديدة قوية من داخل المنطقة، إلا أن الحارس كون تألق مجددًا وحولها إلى ركنية.
ركلة جزاء قاتلة وأحداث مثيرة
قبل دقائق قليلة من النهاية، انفجرت أحداث المباراة حين طالب لاعبو موناكو باحتساب ركلة جزاء بداعي تعرض إيريك داير لضربة في وجهه داخل المنطقة. الحكم لجأ لتقنية الفيديو “الفار”، وخلال المراجعة اندلع اشتباك بين لاعبي الفريقين أدى إلى طرد لاعب من كل طرف، بجانب إنذار برناردو سيلفا.
بعد مراجعة مطولة، قرر الحكم العودة للملعب محتسبًا ركلة جزاء لصالح موناكو بعدما أظهرت الإعادة أن نيكو جونزاليس رفع قدمه في وجه داير داخل المنطقة. وتقدم داير بنفسه لتنفيذ الركلة في الدقيقة 90، ليضعها بنجاح داخل الشباك، وسط فرحة هستيرية من جماهير فريق الإمارة الفرنسية.
حاول مانشستر سيتي العودة سريعًا في الدقائق المحتسبة بدل الضائع، وضغط بكل خطوطه، لكن دفاع موناكو وحارسه صمدوا حتى صافرة النهاية، ليكتفي الضيوف بالتعادل الذي حرمه من العلامة الكاملة.
بهذا التعادل، بعث موناكو برسالة مفادها أنه لن يكون صيدًا سهلًا في مجموعته، حتى أمام بطل أوروبا السابق ومدربه جوارديولا. أما مانشستر سيتي، فرغم امتلاكه قوة هجومية ضاربة يقودها هالاند، إلا أن التراخي الدفاعي وعدم استغلال الفرص ظلّا مشكلتين متكررتين قد تكلفه الكثير في الأدوار القادمة.
Getty Images
أرقام لافتة لهالاند
لكن العنوان الأبرز ظل هو استمرار القاطرة النرويجية هالاند في تحطيم الأرقام، إذ وصل إلى هدفه رقم 52 في مسيرته بدوري أبطال أوروبا (باستثناء الأدوار التمهيدية)، وذلك في ظهوره الـ50 بالبطولة.
وبهذا المعدل المذهل، بات على بعد 4 أهداف فقط من معادلة سجل المصري محمد صلاح (56 هدفًا)، وأيضًا اقترب من تجاوز أسطورة مانشستر يونايتد وريال مدريد رود فان نيستلروي الذي يحتل المركز الثامن في قائمة الهدافين التاريخيين بـ56 هدفًا.
إحصاءات شبكة “سكواكا” أبرزت أن هالاند لم يتوقف عن التسجيل منذ بداية سبتمبر الماضي، سواء مع ناديه أو منتخب بلاده، إذ سجل 14 هدفًا خلال آخر 7 مباريات فقط، بمعدل تهديفي خارق.
أما شبكة “أوبتا“، فأشارت إلى أن هالاند سجل أهدافًا في أول 50 مباراة له بالبطولة أكثر مما فعلته 9 أندية أوروبية مجتمعة في نفس العدد من المباريات، مثل دينامو زغرب وأندرلخت وليل وكلوب بروج وبشكتاش وسيلتك وجلطة سراي وسسكا موسكو وباناثينايكوس.
إرسال التعليق