اتحاد جدة يُغري سباليتي بعرض ضخم
كشفت مصادر صحفية عن تفاصيل العرض المُقدم من جانب إدارة اتحاد جدة السعودي، للمدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي، من أجل إقناعه بالموافقة على تدريب الفريق في الفترة المقبلة.
ويبحث اتحاد جدة عن بديل مناسب لمدربه السابق الفرنسي لوران بلان، الذي رحل مؤخرا عن قيادة العميد بعد الخسارة التي تلقاها في الكلاسيكو ضد النصر بالجولة الرابعة من دوري روشن للمحترفين، ليستهل موسمه الثاني مع الفريق بشكل غير موفق، بينما لم تحتمل إدارة النادي، فكرة الصبر على ما يمكن أن يقدمه بلان لبقية الموسم.
وأشار الصحفي الإيطالي الموثوق نيكولو شيرا، إلى أن اتحاد جدة قدم عرضا ضخما إلى سباليتي، من أجل إقناعه بالموافقة على فكرة التدريب في الدوري السعودي.
مدرب منتخب إيطاليا وفريق نابولي السابق، يعد الهدف التعاقدي الأول لاتحاد جدة، وهو ما يفسر إصرار الإدارة على التعاقد معه وتقديم عرض ضخم.
وأوضح شيرا أن العقد المقترح من جانب إدارة الاتحاد للمدرب الإيطالي، يمتد لمدة موسمين، مما يجعله أمام تجربة مستقرة، ليكون أمامه، الوقت الكافي لفرض استراتيجيته.
وسبق أن أشارت تقارير صحفية سعودية إلى أن الاتحاد سيحسم ملف مدربه الجديد خلال فترة العطلة الدولية المقبلة في الشهر الحالي، وذلك قبل أن يبدأ الفريق، تحضيراته لمواجهة الفيحاء، والتي ستقام يوم 17 أكتوبر على ملعب الأخير ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري.
ويتطلع الاتحاد لأن يكون المدرب الجديد قد بدأ مهام عمله بالفعل، خاصة وأن الشهر الحالي يحمل اختبارات صعبة للفريق، على كافة الأصعدة.
وبجانب لقاء صعب ضد الشرطة العراقي على ملعب الأخير في دوري أبطال آسيا للنخبة، فإن بطل الثنائية المحلية تنتظره أكثر من مهمة خاصة في البطولتين، إذ أنه على مستوى الدوري سيلاقي الهلال في كلاسيكو مرتقب، يوم 24 أكتوبر/تشرين أول، بينما سيواجه النصر بعدها بـ 4 أيام في كلاسيكو آخر ضمن منافسات ثمن نهائي كأس خادم الحرمين.
وحال اتفاق الاتحاد مع سباليتي، فإن النادي السعودي سيأمل ألا يحتاج المدرب وقتا طويلا من أجل إظهار بصماته مع الفريق، خاصة أن بعض مواطنيه واجهوا صعوبات في مهامهم بالكرة السعودية على غرار ستيفانو بيولي في الموسم الماضي مع النصر، وكذلك مدرب المنتخب الإيطالي السابق روبرتو مانشيني.
لكن في المقابل فإن مدرب الهلال الحالي، سيموني إنزاجي، لم يحتج وقتا طويلا حتى يبدأ في إظهار فكره وأسلوبه، على الرغم من أن طريقة لعبه المفضلة مع فريقه السابق إنتر ميلان الإيطالي، لا تشبه على الإطلاق، ما كان قد اعتاد عليه لاعبو الزعيم مع المدرب السابق، البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب النصر الحالي.
وعلى مستوى النتائج أيضا فإن إنزاجي يمكن اعتبار بداياته ناجحة مع الهلال، سواء بأرقام وإنجازات مميزة في كأس العالم للأندية أو حتى في الدوري السعودي، ودوري نخبة آسيا.
خبرة الكبار
يُعد لوتشيانو سباليتي أحد أبرز المدربين الإيطاليين في العقدين الأخيرين، بعدما صنع اسمه مع أندية مثل روما وإنتر ميلان، وقاد نابولي لتحقيق لقب الدوري الإيطالي موسم 2022/2023.
كما تولى تدريب المنتخب الإيطالي، مما يعكس حجم خبرته وقدرته على العمل تحت ضغوط كبيرة. هذه الخلفية تمنحه الأفضلية للتعامل مع نادٍ بحجم الاتحاد، الذي يعيش تحت ضغط جماهيري وتطلعات عالية محلياً وقارياً.
توازن تكتيكي
يميل سباليتي إلى استخدام طرق لعب مرنة أبرزها 4-2-3-1 و4-3-3، مع الاعتماد على الاستحواذ وتنويع طرق بناء الهجمة.
ويركز على توظيف الأظهرة هجومياً لزيادة العرض في الملعب، ويمنح حرية للجناحين في الاختراق وصناعة المساحات.
ودفاعياً، يعتمد على الضغط العالي لإجبار الخصم على الأخطاء، لكنه قادر أيضاً على التحول إلى كتلة دفاعية منظمة في منتصف الملعب عند الحاجة، ولعل هذا التوازن بين الهجوم والدفاع جعله أحد أكثر المدربين مرونة في أوروبا.
مزايا وتحديات
قوة سباليتي تكمن في قدرته على تطوير اللاعبين، وفرض الانضباط التكتيكي، بجانب امتلاكه شخصية قادرة على إدارة غرف الملابس.
لكن يبقى التحدي الأكبر في الدوري السعودي مرتبطاً بالجانب البدني، إذ يتطلب أسلوبه ضغوطاً متواصلة وتحركات مكثفة، وهو ما قد يحتاج لتدعيمات خاصة في مراكز الوسط والأجنحة، مما يطرح تساؤلات حول إمكانية تلبية الإدارة لاحتياجاته في يناير/كانون ثان المقبل على الأقل.
كما أن التأقلم مع طبيعة المنافسات المحلية وخصوصية الأجواء المناخية قد يستغرق بعض الوقت.
تجربة الاتحاد
مع امتلاك الاتحاد، مجموعة من النجوم الكبار ودعماً مالياً يتيح له التعاقدات، فإن سباليتي خيار منطقي لإعادة التوازن الفني للفريق.
قدرة سباليتي على المزج بين التنظيم الدفاعي والإبداع الهجومي، قد تمنح الاتحاد، الاستقرار المفقود في المرحلة الأخيرة، لكن نجاح التجربة سيعتمد على سرعة استيعاب اللاعبين لفلسفته ودعم الإدارة لمتطلباته الفنية.
إرسال التعليق