بهدف “+90”.. سان جيرمان يقلب الطاولة على برشلونة في كتالونيا
حقق باريس سان جيرمان، انتصارا ثمينا بنتيجة (2-1) على برشلونة، مساء اليوم الأربعاء، على ملعب “لويس كومبانيس” في العاصمة الكتالونية، في قمة الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
اللقاء جاء حافلاً بالإثارة والندية منذ صافرة البداية وحتى الدقائق الأخيرة، وانتهى بمشهد درامي صادم لجماهير البلوجرانا.
سجل أهداف المباراة كل من: فيران توريس لبرشلونة في الدقيقة (19)، بينما أدرك سيني مايلولو التعادل لباريس سان جيرمان في الدقيقة (38)، قبل أن يحرز جونزالو راموس الهدف القاتل في الدقيقة (90) ليمنح الفريق الباريسي الانتصار.
وبهذا الانتصار رفع باريس سان جيرمان رصيده إلى 6 نقاط في المركز الثالث بجدول الترتيب، بينما تجمد رصيد برشلونة عند 3 نقاط في المركز السابع عشر.
منذ الدقيقة الأولى أرسل لامين يامال رسالة واضحة عن نوايا برشلونة، حين تلاعب بمدافعي باريس سان جيرمان في لقطة فردية باهرة، تجاوز فيها نونو مينديز ثم تخلص من باركولا وفيتينيا قبل أن يمرر كرة سحرية إلى فيران توريس، لكن دفاع الضيوف أبعد الخطر، وأيقظت اللقطة المدرجات وأكدت أن المباراة لن تكون عادية.
ضغط برشلونة تواصل في الدقائق الأولى، فظهر إيريك جارسيا بقوة دفاعية وأجبر مايلولو على ارتكاب خطأ في وسط الملعب، بينما حاول أشرف حكيمي الرد بانطلاقة على الرواق الأيمن انتهت بين يدي الحارس تشيزني.
الصراع كان مفتوحًا بين الطرفين، سرعة هجومية من برشلونة يقابلها حذر دفاعي واستعداد للمرتدات من جانب الباريسيين.
المباراة شهدت فرصا متبادلة، أخطرها رأسية زابارني التي مرت فوق العارضة في الدقيقة 11، قبل أن يعود نفس اللاعب ويمنع هدفا محققًا لبرشلونة بإبعاد كرة فيران توريس من على خط المرمى بعد تمريرة ساحرة من يامال.
لكن إصرار فيران لم يخب، فمع الدقيقة 19 مرر ماركوس راشفورد كرة مثالية وضعت توريس في مواجهة الحارس شيفالييه، ليطلق تسديدة أرضية سكنت الشباك، معلنا عن أول أهداف المباراة ومفجراً فرحة عارمة في المدرجات.
الرد الباريسي لم يتأخر، إذ تحرك باركولا وهدد مرمى تشيزني أكثر من مرة، فيما أضاع داني أولمو فرصة مضاعفة النتيجة بتسديدة قوية أبعدها الدفاع.
ومع تراجع إيقاع برشلونة، جاء العقاب في الدقيقة 38 عندما مرر نونو مينديز كرة بينية متقنة اخترقت دفاعات الكتلان ووصلت إلى مايلولو الذي انفرد بالحارس وسجل هدف التعادل، ليعيد التوازن للقاء قبل الاستراحة.
Getty Images
في الشوط الثاني، ارتفعت وتيرة الندية، برشلونة حاول السيطرة عبر تحركات بيدري وداني أولمو، لكن باريس وجد في باركولا وراموس سرعات أربكت الدفاع الكتالوني.
إيريك جارسيا وكوبارسي قدما مجهودا مضاعفا لإيقاف هجمات الضيوف، فيما تكفل تشيزني بإنقاذ مرماه من محاولات خطيرة أبرزها تسديدة باركولا في الدقيقة 52.
الجماهير الكتالونية احتجت بقوة على قرار الحكم مايكل أوليفر بعدم منح نونو مينديز البطاقة الصفراء الثانية إثر تدخل قوي على لامين يامال، قبل أن يتواصل سوء الحظ عندما أخرج حكيمي كرة من على خط المرمى بعد تسديدة قوية من داني أولمو في الدقيقة 63.
كان واضحًا أن باريس يستفيد من لحظات التراجع البدني عند لاعبي برشلونة ويستعد لتوجيه الضربة في الوقت المناسب.
راشفورد حاول عبر الركلات الثابتة، ويامال بادر بمحاولات فردية من خارج المنطقة، لكن الكرات إما اصطدمت بالدفاع أو ابتعدت عن المرمى.
الدقيقة 83 شهدت واحدة من أخطر لقطات المباراة عندما استغل الكوري كانج إن لي خطأً في بناء الهجمة الكتالونية، ليسدد صاروخًا ارتطم بالقائم الأيسر وسط ذهول الجماهير.
ومع اقتراب المباراة من النهاية، بدا أن التعادل سيكون النتيجة المنطقية، لكن باريس كان له رأي آخر.
في الدقيقة 90 انطلق أشرف حكيمي بحرية مطلقة على الجهة اليمنى، وأرسل عرضية متقنة وصلت إلى جونزالو راموس المتحرر من الرقابة، والذي لم يتردد في إسكانها الشباك معلنًا هدفًا قاتلاً قلب الطاولة على برشلونة.
الملعب صمت لثوان قبل أن يضج بصرخات الغضب والحسرة من الجماهير، إذ رأوا فريقهم يخسر مباراة كان قريبا من حسمها، بينما احتفل لاعبو باريس سان جيرمان بانتصار ثمين يعزز حظوظهم في التأهل ويؤكد أنهم منافس جاد على لقب البطولة.
النتيجة النهائية (2-1) لصالح باريس سان جيرمان لم تعكس فقط استغلال الضيوف للحظات حاسمة، بل أظهرت كذلك أن برشلونة رغم جمالية لعبه يعاني من قلة التركيز في الدقائق الأخيرة ومن ضعف الحسم أمام المرمى.
في المقابل، قدم باريس مباراة متوازنة دفاعًا وهجومًا، فكان أكثر واقعية وحسمًا في إنهاء الفرص.
هكذا انتهت أمسية كروية مثيرة في “لويس كومبانيس”، أمسية أكدت أن دوري أبطال أوروبا يظل مسرحاً للتفاصيل الصغيرة التي قد تغير مصير المباريات، وأن الأندية الكبرى لا يكفيها الأداء الجمالي، بل تحتاج إلى صلابة نفسية حتى صافرة النهاية.
Getty Images
Getty Images
إرسال التعليق