رغم صفعة باريس.. راشفورد يطارد “هدفه الخرافي” مع برشلونة
يزداد إعجاب جمهور برشلونة والصحافة الكتالونية بالمهاجم الإنجليزي ماركوس راشفورد، مباراة تلو أخرى، رغم الهزيمة الأخيرة على يد باريس سان جيرمان (1-2)، أمس الأربعاء، في الجولة الثانية من الدور الأول لبطولة دوري أبطال أوروبا.
وصنع الجناح الإنجليزي هدف تقدم البارسا لزميله الإسباني فيران توريس، ليواصل إسهاماته الهجومية وتأثيره الإيجابي على الفريق منذ انضمامه إليه في الصيف، معارا من مانشستر يونايتد.
وسلطت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية الضوء على إسهامات الدولي الإنجليزي المستمرة منذ بداية الموسم، حيث أوضحت: “راشفورد يسير وفقا لأفكار مدربه هانز فليك، فبدلاً من إثبات مكانته في الفريق ومنح النادي خيار الشراء من مانشستر يونايتد، يفكر الجناح بشكل جماعي”.
وأضافت: “ضد باريس سان جيرمان، صنع هدفًا لفيران توريس، ليبلغ 5 تمريرات حاسمة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا حتى الآن”.
ويسعى راشفورد إلى صناعة ما بين 30 و40 هدفًا لبرشلونة هذا الموسم، وفقًا للصحيفة الكتالونية، وهو رقم خرافي ليس من السهل الوصول إليه.
ويرى المهاجم الإنجليزي نفسه قادرًا على ذلك، ويثبت ذلك بأدائه الرائع، فمن بين 24 هدفًا سجلها البلوجرانا، بما في ذلك الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، بلغت نسبة مساهمات راشفورد 29% (5 تمريرات حاسمة وهدفين).
وتتفوق هذه النسبة على توريس، الذي سجل 5 أهداف وتمريرة حاسمة واحدة حتى الآن، ليبلغ 15% من هدفه.
وكان راشفورد من أكثر اللاعبين تسديدًا وصناعة للفرص، فضلا عن دقة التمريرات، المراوغات واستعادة الكرات ضد باريس سان جيرمان.
وظهر الجناح المميز لأول مرة في الجولة الرابعة بتمريرته الحاسمة لهدف رافينيا الثاني، فيما برزت براعته التهديفية في دوري أبطال أوروبا بتسجيله هدفين ضد نيوكاسل يونايتد بالجولة الافتتاحية، داخل ملعب سانت جيمس بارك.
كما قدم النجم الإنجليزي تمريرة حاسمة أخرى لداني أولمو في مواجهة البلوجرانا ضد خيتافي، وأرسل عرضية أخرى إلى أراوخو أمام ريال أوفييدو، وأخرى إلى جولي كوندي ضد ريال سوسيداد.
راشفورد يجد ضالته
منذ انضمامه المفاجئ إلى برشلونة، يعيش راشفورد فترة تألق لافتة أعادت إليه بريقه الذي افتقده في المواسم الأخيرة مع مانشستر يونايتد.
ووجد اللاعب الإنجليزي في أسلوب المدرب هانز فليك بيئة مثالية لإطلاق سرعته وقدراته الهجومية، حيث منحه حرية التحرك على الأطراف والدخول إلى العمق لاستغلال مهارته في المراوغة والتسديد.
وأصبح راشفورد أحد أبرز مفاتيح اللعب في الفريق الكتالوني، بفضل سرعته الكبيرة وانفجاره الهجومي في المساحات، حيث لم يعتمد عليه فليك كجناح فقط، بل أحيانا كمهاجم ثانٍ أو رأس حربة متحرك، ما جعل دفاعات الخصوم تواجه صعوبة في مراقبته، فقدرته على التسجيل وصناعة الفرص جعلته أحد العناصر الأكثر تأثيرا في الفريق، خصوصاً في المباريات الكبرى.
كما ساهم الانسجام السريع الذي نشأ بينه وبين بيدري وروبرت ليفاندوفسكي في تعزيز فعالية برشلونة الهجومية، إذ أضحت الجبهة اليسرى مصدر تهديد دائم للمنافسين.
وبتحسن مستواه الذهني والبدني، بات راشفورد أكثر نضجا في قراراته داخل الملعب، مفضلاً اللعب الجماعي على الفردية المفرطة.
هذا التألق جعل جماهير برشلونة تعتبره أحد أنجح صفقات الفريق في السنوات الأخيرة، ونقطة تحول في خط الهجوم الذي يبحث عن الحيوية منذ رحيل ميسي، ليبدو أن راشفورد وجد في النادي الكتالوني المكان المثالي لاستعادة مكانته بين نجوم أوروبا.
بزوغ من رحم المعاناة
تألق راشفورد مع برشلونة جاء بعد فترة تراجع واضحة في مستواه مع مانشستر يونايتد، حيث لم يعد اللاعب بنفس التأثير الذي عرفه الجمهور في المواسم السابقة، بعد أن كان أحد أبرز نجوم الفريق وهدّافه الأول في موسم 2022–2023، لكن تراجع مردوده بشكل ملحوظ، سواء من حيث التسجيل أو المساهمات الهجومية، ما أثار قلق الجماهير وتساؤلات حول أسباب هذا الانخفاض.
أحد أبرز العوامل وراء معاناة راشفورد هو الضغط النفسي الكبير الناتج عن توقعات الجماهير والإعلام، بالإضافة إلى التغييرات في الأجهزة الفنية للشياطين الحُمر، إذ رحل الهولندي إيريك تين هاج، وحل روبن أموريم بدلا منه.
وجعل غياب الاستقرار الفني راشفورد غير قادر على التأقلم مع أدوار مختلفة، تارة على الجناح الأيسر وتارة كمهاجم صريح، مما أفقده الاتساق في الأداء.
كما أثرت مشاكله البدنية وتراجع لياقته على سرعته وانطلاقاته المعتادة، بينما بدت ثقته بنفسه مهزوزة داخل الملعب، إذ أصبح يتردد في اتخاذ القرار بين التسديد والتمرير. أضف إلى ذلك ضعف المنظومة الهجومية للفريق، التي جعلته معزولاً في كثير من المباريات.
يأتي ذلك قبل أن يتعرض للتهميش التام في الموسم الماضي، ليخرج معارا في منتصفه، إلى أستون فيلا، قبل العودة للنادي الذي أرسله إلى برشلونة بذات الطريقة.
إرسال التعليق