جاري التحميل الآن

تحليل.. عمق تشكيل تشيلسي يقهر ليفربول المرتبك


ضاعف تشيلسي آلام ضيفه ليفربول، عندما تغلب عليه بنتيجة (2-1) مساء اليوم السبت، ضمن الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز، في مباراة أثبتت عمق تشكيلة الفريق اللندني رغم الإصابات المتلاحقة.

وجاء الفوز بحسم متأخر في الوقت بدل الضائع، من الموهبة البرازيلية إستيفاو، مقابل استمرار معاناة فريق المدرب الهولندي آرني سلوت، الذي تلقى خسارته الثالثة على التوالي في جميع المسابقات.

دخل تشيلسي اللقاء بأسلوب هجومي مرن يعتمد على بناء اللعب المنظم من الخلف، مع تمركز عميق لثنائي الوسط إنزو فيرنانديز ومويسيس كايسيدو في محاولة لكسر ضغط ليفربول المبكر، بينما اعتمد المدرب إنزو ماريسكا على طريقة لعب 4-3-3 تتحول إلى 3-5-2 عند الاستحواذ، عبر تحرك الظهير مالو جوستو كظهير-جناح، ودخول مارك كوكوريا لعمق الملعب لمساندة خط الوسط. 

ورغم البداية المتوازنة، ظهر إصرار تشيلسي على اللعب العمودي السريع بعد كل استعادة للكرة، وهو ما مكن كايسيدو من استغلال المساحات خلف خط وسط ليفربول المسطح. 

وفي الدقيقة 14، تلقى الدولي الإكوادوري تمريرة من بادياشيل، وأطلق تسديدة صاروخية من على بعد 20 ياردة، اخترقت شباك الحارس جيورجي مامارداشفيلي، مانحًا فريقه التقدم ومستعرضًا سلاح الجرأة الفردية الذي افتقده “البلوز” في الأسابيع الماضية.

ضعف التنظيم

على الجانب الآخر، بدا ليفربول متأثرًا بوضوح بخسارتيه السابقتين، وحاول سلوت الإبقاء على خط ضغط عالٍ، لكنه افتقر للتنظيم بين الخطوط الثلاثة. 

وكان فيرجيل فان دايك كثير التراجع لتغطية المساحات، خلف الظهير الأيسر ميلوش كيركز، بينما عانى ابراهيما كوناتي من التمركز الخاطئ أمام تمريرات تشيلسي القطرية. 

التحولات السريعة عبر أليخاندرو جارناشو وجوستو وضعت دفاع “الريدز” تحت ضغط متواصل، ومع ذلك لم ينجح أصحاب الأرض في استثمار تلك الاندفاعات في تسجيل الهدف الثاني. 

في المقابل، بدا خط وسط ليفربول بلا حلول هجومية واضحة، إذ غاب الإبداع عن دومينيك سوبوسلاي، بينما عاش المهاجم ألكسندر إيزاك عزلة شبه كاملة في الخط الأمامي.

وأجرى سلوت ثلاثة تغييرات قبل مرور ساعة من اللعب، وأقحم فلوريان فيرتز وكيرتس جونز مع إعادة سوبوسلاي إلى مركز الظهير الأيمن، ورغم غرابة هذا التبديل، فإنه أعطى الفريق بعض الحيوية في الجهة اليمنى، حيث بات سوبوسلاي يتقدم بجرأة أكبر، وبدأ إيزاك يتلقى الكرات العرضية التي افتقدها طوال الشوط الأول. 

وفي الدقيقة 67 نجح ليفربول في إدراك التعادل، بعد عمل فني رائع من إيزاك الذي استلم كرة عرضية بلمسة فنية أنيقة، حولت مسارها إلى جاكبو، فتابعها الأخير في الشباك. 

كان الهدف نتيجة مباشرة لتحسن ديناميكية الحركة في الثلث الأخير، لكنه لم يغير الصورة العامة لفريق مضغوط ذهنيًا، وغير قادر على الحفاظ على التوازن بعد تسجيل هدف.

القلق الأكبر

ورغم الفوز، فإن القلق الأكبر لماريسكا تمثل في استمرار الإصابات الدفاعية. فبعد غياب ليفي كولويل، توسين أدارابيو، ويسلي فوفانا، خسر الفريق أيضًا خدمات بادياشيل، ليضطر المدرب الإيطالي إلى إعادة ريس جيمس للعب كقلب دفاع. 

هذه التغييرات فرضت على تشيلسي التخلي مؤقتًا عن بناء اللعب القصير، واللجوء إلى الكرات المباشرة نحو الأطراف، خصوصًا مع وصول إستيفاو في الدقائق الأخيرة. 

ومع دخول اللقاء مراحله الأخيرة، بدا أن التعادل هو المصير الأقرب، خاصة بعد أن أهدر محمد صلاح فرصة محققة لتقدم ليفربول، عندما سدد فوق العارضة من موقع مميز داخل المنطقة.

لكن الدقائق الأخيرة حملت الدراما، حين مرر إنزو فيرنانديز كرة دقيقة إلى كوكوريا في الجهة اليسرى، فأرسل بدوره تمريرة منخفضة مثالية مرت أمام خط المرمى، ليجدها إستيفاو المنطلق من الخلف متفوقًا على روبرتسون، قبل أن يضع الكرة في الشباك معلنًا فوز تشيلسي القاتل. 

الانتصار كان أكثر من مجرد ثلاث نقاط، حيث يؤكد أن مشروع ماريسكا بدأ يتشكل فنيًا. الفريق أظهر جرأة في الوسط وفعالية في الأطراف، ومرونة كبيرة رغم الغيابات الدفاعية. 

فرديًا، قدم كايسيدو مباراة متكاملة بين الضغط والتمرير والتسديد، بينما كان جارناشو مفاجأة إيجابية في أولى مشاركاته الأساسية، أما إستيفاو فخطف الأضواء كبديل ذهبي.

مشكلة الريدز

أما ليفربول، فالمشكلة لم تعد في التشكيلة بقدر ما أصبحت في التوازن الذهني والتكتيكي. سلوت يواجه أزمة في ربط الخطوط، إذ فقد الفريق هويته المعهودة في الضغط الجماعي والتحرك المنسق.

صلاح كان قليل الحركة في الشوط الأول تحديدًا، ولم يشارك في المهام الدفاعية، وهو ما كان من المفترض أن يمنحه أفضلية بدنية في الشوط الثاني، لكنه لم يستثمرها. 

وفي النهاية، ضاعف تشيلسي جراح “الريدز” بالفوز، مؤكدًا أن عمق تشكيلته كان كافيًا لحسم المواجهة، حيث لعب الفريق الدقائق الأخيرة بخط هجوم بديل، مكون من إستيفاو وجايمي جيتينز ومارك جويو، ليحقق الانتصار مستفيدًا من تراجع حاد في مستوى فان دايك وزملائه في الدفاع.



Source link

إرسال التعليق

You May Have Missed