جاري التحميل الآن

الشباب والخليجية.. هل يستعيد “الليوث” روح البطل؟


على مدار عقود، كان فريق الشباب علامة فارقة في الكرة السعودية، نادٍ يعرف طريق البطولات ويحمل إرثًا لا يُمحى من ذاكرة جماهيره. لكن بين الأمس المجيد واليوم المتعثر، هل يستطيع “الليوث” استعادة روحه البطولية المفقودة؟ وهل تكون البطولة الخليجية الحالية بوابة العودة إلى المجد؟.

آخر بطولة عانقها الشباب تعود إلى عام 2014، ومنذ ذلك الحين توارت إنجازاته خلف ظلال التراجع، وتبددت هيبته بين موجات التغيير الإداري والفني.

غير أن البطولة الخليجية هذا الموسم تفتح نافذة أمل جديدة لأنصاره، خصوصا أنها تمثل ساحة أقل ضغطًا وأخف إيقاعًا، ما يمنح الفريق فرصة لإعادة ترتيب صفوفه وتجريب واقعه التنافسي بعيدًا عن ضجيج دوري روشن.

البطولة الخليجية والفرصة الأخيرة

قد لا تملك البطولة الخليجية بريق دوري الأبطال، لكنها تحمل قيمة معنوية كبيرة لنادٍ يبحث عن استعادة شخصيته المفقودة.

ورغم التعادل الأخير أمام النهضة العُماني (1-1) على ملعب “إس إتش جي أرينا” بالرياض، إلا أن الفريق لا يزال في دائرة المنافسة ضمن المجموعة الثانية التي تضم الريان القطري وحضرموت اليمني.

ويواجه فريق الشباب نظيره حضر موت الثلاثاء الموافق 21 من أكتوبر الجاري، قبل أن يحل ضيفا على نظيره الريان القطري الأربعاء الموافق 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ويدرك الشباب أن الطريق نحو – اللقب الثالث في تاريخه بالبطولة بعد إنجازي 1993 و1994 – ليس مستحيلاً، لكنه يتطلب شخصية بطولية افتقدها في السنوات الأخيرة.

وربما تكون الخليجية بوابة لإنعاش الطموح، خصوصا أن آخر ألقاب “شيخ الأندية” جاءت قبل أكثر من عقد، حين توّج بكأس الملك 2014، بينما كان آخر دوري حققه موسم 2011-2012، وآخر بصمة آسيوية مميزة له كانت في دوري أبطال آسيا 2022.

تذبذب البدايات وتحديات الحاضر

في الموسم الجاري 2025-2026، لم تكن انطلاقة الشباب في دوري روشن على قدر التطلعات. فالفريق تلقى خسارة ثقيلة أمام الخليج، قبل أن يلتقط أنفاسه بفوز على الحزم (2-0)، ثم تعادل مع الفيحاء، وتجاوز أبها في كأس الملك، لكنه عاد وسقط أمام الخلود ليحصد أربع نقاط من أربع جولات فقط، وضعته في المركز 12، وهو مركز لا يليق بتاريخ فريق يملك 43 بطولة رسمية، بحسب مشروع توثيق بطولات الأندية السعودية.

ويعكس التذبذب في النتائج واقعًا معقدًا يعيش فيه الشباب منذ سنوات، إذ لم يعد الفريق منافسًا دائمًا على المراكز الأولى، وبات أقرب إلى فريق يُعيد بناء ذاته من جديد في كل موسم.

ألجواسيل.. مشروع لم يكتمل بعد

يقود الإسباني إيمانول ألجواسيل مشروع إعادة البناء في الشباب، بعد مسيرة لافتة مع ريال سوسيداد الإسباني، حيث قاده للفوز بكأس الملك بعد غياب 34 عامًا، وأعاده إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عقدين.

لكن تجربة الرياض مختلفة، فالأدوات أقل، والظروف أكثر تعقيدًا، والبداية لم تكن مثالية. بالإضافة إلى تأخر الإعداد، وتأخر الصفقات، وتغيرات إدارية متلاحقة، كلها عوامل أثرت على استقرار الفريق.

وكانت فترة الإعداد للموسم الجديد قد تأخرت عن الموعد المحدد، في وقت كانت فيه الأندية المنافسة قد أنهت معسكراتها وصفقاتها مبكرًا، ما جعل الشباب يدخل الموسم وكأنه يخوض “مرحلة تحضيرية متأخرة”، انعكست على الانسجام داخل أرض الملعب.

ورغم كل ذلك، يمثل ألجواسيل نافذة أمل لجماهير الشباب التي تبحث عن مشروع طويل الأمد وليس مجرد نتائج آنية. المدرب يمتلك شخصية قوية وخبرة في التعامل مع الضغوط، ما يجعله الخيار الأنسب لقيادة مرحلة إعادة التأسيس.

نقلة استثمارية.. وطموح العودة

بعيدًا عن الميدان، يعيش الشباب على أعتاب تحول إداري ومالي كبير، بعد صفقة استثمارية ضخمة مع إحدى الشركات الكبرى، إلى جانب نادي الرياض، بحسب صحيفة “عكاظ”.

وتمثل الصفقة المرتقبة خطوة نوعية في إطار مشروع الخصخصة الرياضي، ومن المتوقع أن تفتح الباب أمام دعم مالي واستراتيجي يعزز من قدرات الفريق مستقبلاً، سواء على مستوى الصفقات أو البنية التحتية.

هذه الخطوة، التي توصف بالأكبر في تاريخ النادي، قد تكون نقطة الانطلاق الحقيقية نحو استعادة مكانته بين كبار الكرة السعودية، خصوصا في ظل الدعم الحكومي الواسع لمشاريع التحول الرياضي.

لكن يبقى التحدي في كيفية استثمار هذه النقلة في بناء فريق قادر على المنافسة، لا مجرد تحسين الشكل الإداري أو المالي. فالجماهير تنتظر انعكاس هذا التحول على أرض الواقع، من خلال تدعيم الفريق بعناصر قادرة على إعادة الهيبة للفريق الأبيض العاصمي.

هل يعود الليوث؟

في المحصلة، لا يختلف اثنان على أن الشباب أحد أعمدة الكرة السعودية تاريخيًا، لكن العودة إلى سكة البطولات تتطلب أكثر من مجرد اسم أو تاريخ، فالفريق بحاجة إلى استقرار إداري، وانضباط فني، وإيمان بالمشروع الحالي بقيادة ألجواسيل، مع استغلال البطولة الخليجية كمنصة لإعادة الثقة وبناء الهوية المفقودة.



Source link

إرسال التعليق

You May Have Missed