كاباييرو يدافع عن تصرف ماريسكا.. وكوكوريا يكشف كواليس الهدف القاتل

قال المدرب المساعد في الجهاز الفني لتشيلسي، ويلي كاباييرو، إن الطريقة العفوية التي احتفل بها المدير الفني، إنزو ماريسكا، بعد إحراز الفريق اللندني هدف الفوز المتأخر على ليفربول (2-1)، مساء اليوم السبت، جاءت كرد فعل طبيعي على أحداث اللقاء الساخن.

وضمن الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز، انتظر تشيلسي حتى الوقت بدل الضائع ليسجل هدف الفوز، عبر البديل البرازيلي إستيفاو، ليركض ماريسكا بطول الملعب فرحًا بالنتيجة، ما أدى إلى طرده بالإنذار الثاني، حيث اعتبر الحكم أنه احتفل بطريقة مستفزة لجماهير ليفربول.

وعن ذلك، قال كاباييرو في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): “إنزو بخير.. إنه سعيد جدًا الآن.. بالطبع لا يمكنه أن يكون هنا، لكننا جميعًا سعداء بأننا حصدنا النقاط الثلاث في الثواني الأخيرة.. اللاعبون قدموا أداءً رائعًا، ونحن فخورون بهم للغاية”.

“توقيت مثالي”

وأضاف الحارس الأرجنتيني السابق، الذي ارتدى قميص تشيلسي لعدة مواسم: “هذا الفوز جاء في توقيت مثالي قبل فترة التوقف. سيساعد العديد من اللاعبين على استعادة طاقاتهم، ونأمل أن نستعيد بعض المصابين لبدء المرحلة المقبلة بطاقة جديدة”.

وعن إحراز الهدف الحاسم في الوقت القاتل، عبر البديل الشاب إستيفاو، قال كاباييرو إن هذا النوع من الانتصارات يمنح الفريق دفعة هائلة، مضيفا: “عندما تفوز في اللحظة الأخيرة، تشعر بطاقة إضافية وثقة أكبر في العملية التدريبية.. الأجواء في الملعب كانت استثنائية، والجماهير منحتنا دفعة كبيرة. إنها لحظة لا تُنسى حقًا”.

وأشار كاباييرو إلى أن فترة التوقف الدولي قد تكون سلاحًا ذا حدين، موضحًا: “من المؤسف أن التوقف جاء الآن، ونحن في قمة الحماس، لكن ما حدث يعزز التواصل بين اللاعبين والجماهير.. لدينا فريق شاب جدًا، والفوز بهذه الطريقة يغذي روح الإيمان داخل المجموعة”.

ورغم خسارة جهود بعض اللاعبين بسبب الإصابات، أكد كاباييرو أن الفريق اللندني أظهر شخصية قوية خلال اللقاء.

وأردف: “عانينا اليوم من حالة طرد أخرى (يضحك) لكننا أنهينا المباراة بقوة.. نحن نعرف أننا فريق جيد، ونلعب كرة قدم جميلة ونخلق الفرص.. استحققنا الهدف الثاني.. أن تنهي المباراة بأربعة لاعبين في الخط الخلفي، كلهم في الأصل أظهرة، فهذا أمر مذهل.. الجميع في النادي فخور باللاعبين. نحن لا نبحث عن أعذار، بل عن حلول”.

“تحت السيطرة”

وبشأن إصابات بينوا بادياشيل وأتشامبونج، أكد كاباييرو أن الأمور تحت السيطرة، بقوله: “كلاهما بخير.. كان هناك بعض القلق في البداية، لكن بعد حديثنا معهما، تبين أن الأمر لا يدعو للقلق.. فترة التوقف ستساعدهما على التعافي الكامل”.

وتطرق كاباييرو إلى طرد ماريسكا بعد احتفاله الصاخب بهدف الفوز، قائلا: “ما فعله إنزو طبيعي تمامًا، أي مدرب لا يستطيع كبح مشاعره في مثل هذه اللحظات.. لسوء حظه أنه كان لديه إنذار سابق، لكنه إنسان قبل كل شيء.. نحن جميعًا كنا لاعبين، ونعرف كيف يشعر المدرب عندما يحقق فريقه فوزًا بهذه الطريقة.. يمكن للجميع أن يتعلم من ذلك الموقف”. 

وأعاد الانتصار تشيلسي إلى الواجهة، كما أصبح الفريق اللندني دون خسارة، في آخر 5 مباريات على ملعبه أمام الريدز في الدوري الإنجليزي (فوزان و3 تعادلات)، وهي أطول سلسلة من هذا النوع، منذ الفترة بين العامين 1991 و2003، حين لم يخسر “البلوز” أمام ليفربول في 13 مباراة متتالية على أرضهم (9 انتصارات و4 تعادلات).

كما شهد اللقاء واقعة فريدة، إذ تلقى كل من المدربين إنزو ماريسكا وآرني سلوت بطاقات ملونة، لتكون المباراة الأولى في موسم 2025-2026 من البريميرليج، التي يُشهر فيها الحكم بطاقات لكلا المدربين.

“تخطيط دقيق”

ومن جانبه، أكد المدافع الإسباني مارك كوكوريا، أحد نجوم اللقاء وصاحب تمريرة الهدف الحاسم، أن الفوز لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج تخطيط دقيق من الجهاز الفني.

وقال الإسباني في تصريحات لـ“بي بي سي”: “كنا نعرف أن صلاح جاهز دائمًا للهجمات المرتدة.. تدربنا على هذا الأمر، والمدرب قال لنا إن هناك مساحة يمكن استغلالها، في الجانب الأيمن من دفاع ليفربول”.

وأضاف كوكوريا: “في الدقائق الأخيرة واصلنا الهجوم رغم الإرهاق.. حاولت بذل أقصى ما لديّ، وإنزو (فرنانديز) مرّر لي الكرة بشكل مثالي، ثم لعبت العرضية لإستيفاو ليسجل هدف الفوز.. هذا الانتصار يثبت أننا نسير في الاتجاه الصحيح.. نحن فريق شاب، لكننا نتطور في كل أسبوع.. الجماهير كانت رائعة، والهتاف بعد الهدف جعلنا نشعر بأننا لا نُقهر”.

أما المهاجم الإنجليزي السابق، دانييل ستوريدج، الذي سبق له اللعب لكلا الفريقين، فاعتبر الفوز بمثابة نقطة تحول لماريسكا ولاعبيه، بقوله: “رأينا ما يعنيه هذا الانتصار لتشيلسي، ليس فقط للاعبين، بل للجهاز الفني أيضًا.. ماريسكا كان تحت ضغط كبير، وبداية الموسم لم تكن مثالية، لكن هذا الفوز سيغير الكثير”.

وأكمل: “الآن سيخرجون من هذه المباراة، وهم يعرفون أنهم قادرون على تقديم هذا المستوى.. والتحدي الحقيقي هو الاستمرار على نفس النسق في كل أسبوع”.

أما نجم ليفربول السابق، جيمي ريدناب، فقال في تحليله لشبكة “سكاي سبورتس”: “كنت غير متأكد من إنزو عندما تولى المهمة، لكن ما رأيناه اليوم غيّر رأيي.. في غياب كول بالمر، كان لابد أن يظهر شخص آخر، وإنزو فرنانديز قام بدور مذهل”.