فيريرا العنيد.. هل دقت ساعة الرحيل عن الزمالك؟
المدرب البلجيكي فجر غضب جماهير الزمالك في المباريات الأخيرة
بعد التعادل المخيب للآمال أمام غزل المحلة (1-1) في الجولة العاشرة من الدوري المصري الممتاز، مساء اليوم السبت، أصبح المدرب البلجيكي يانيك فيريرا في موقف حرج للغاية، حيث فقد الزمالك صدارة المسابقة بشكل فعلي، وسط مطالبات متزايدة بإقالته، بسبب تراجع النتائج وسوء إدارته الفنية.
نزيف النقاط
واصل الزمالك مسلسل نزيف النقاط، اليوم، على ملعب هيئة قناة السويس بالإسماعيلية، في مباراة كانت بمثابة “الفرصة الأخيرة” لفيريرا، بعد الخسارة في القمة أمام الأهلي (2-1)، والتعادل السابق مع الجونة (1-1)، لكنه فشل في استغلالها لتحقيق الفوز، مكتفيًا بحصد نقطتين فقط من أصل 9 نقاط ممكنة.
وبهذا التعادل، رفع الزمالك رصيده إلى 18 نقطة، في المركز الثاني خلف المصري المتصدر بفارق الأهداف، بينما رفع غزل المحلة رصيده إلى 11 نقطة، في المركز الرابع عشر.
وقاد فيريرا الزمالك في 10 مباريات بالدوري الممتاز، حتى الآن، ففاز في 5 فقط بنسبة (50%)، وتعادل في 3، وخسر مباراتين.
الفشل التكتيكي
أوضحت تصرفات يانيك فيريرا أنه مدرب عنيد، لا يتعلم من الأخطاء، حيث يكرر الفريق نفس السيناريوهات السلبية في المباريات، وهو ما يكشف أن الأزمة تكمن في سوء قراءته للمباريات، وعدم قدرته على إدارة المواقف الحاسمة.
ولا يجيد المدرب البلجيكي تأمين النتيجة عندما يتقدم الزمالك. ففي مباراة القمة ضد الأهلي، تقدم الفارس الأبيض بهدف، لكن فيريرا لم يتخذ أي إجراءات تكتيكية أو تبديلات لحماية التقدم أو زيادته، ما سمح للمارد الأحمر بالعودة والانتصار (1-2).
وفي المباراة التالية أمام غزل المحلة، تقدم الزمالك بهدف مبكر، ورغم أهمية اللقاء، لم يغير فيريرا طريقة اللعب، ولم يجر تبديلات هجومية لحسم النتيجة، بل تراجع الفريق، فاستقبل هدف التعادل، وخسر نقطتين كانتا كفيلتين بإعادته للصدارة.
فيريرا أثبت عجزه عن تحويل الأفضلية إلى فوز، وهو خطأ متكرر يكشف عن ضعف اتخاذ القرار تحت الضغط. كما ظهر عناده التكتيكي بوضوح في القمة، حين رفض إجراء تغييرات مبكرة مؤثرة، مبررًا ذلك بأنه “لم يرَ حاجة للتغيير”، وهو ما أدى إلى استنزاف طاقة التشكيلة الأساسية، ومنح الخصم فرصة للعودة.
إلى جانب ذلك، عاقب فيريرا نفسه والفريق بتجميد لاعبين مؤثرين، مثل سيف الدين الجزيري، دون مبررات فنية واضحة، ما قلل من خياراته على مقاعد البدلاء.
غضب جماهيري متصاعد
خسر فيريرا دعم الجماهير بشكل واضح بعد التعادل مع غزل المحلة، حيث هاجمه المشجعون بهتافات غاضبة، طالبت برحيله بشكل صريح.
وفي هذا الصدد، رد المدرب البلجيكي في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، قائلًا إنه لا يفهم اللغة العربية، ولم يسمع هجوم الجماهير.
ويعد العائق الأكبر أمام رحيل فيريرا هو الشرط الجزائي لعقده، لكن الضغوط الجماهيرية والإعلامية المتزايدة قد تدفع الإدارة للإطاحة به، خاصةً مع تزايد القناعة بأن استمراره يعني المزيد من نزيف النقاط.
تصريحات مثيرة للجدل
تصريحات فيريرا بعد المباريات زادت الغضب الجماهيري، إذ نشر عبر حسابه على “إنستجرام” رسالة، بعد التعادل مع غزل المحلة، قال فيها: “لم تكن النتيجة المتوقعة اليوم، سيطرنا على المباراة من البداية حتى النهاية، لكننا لم نحصل على النتيجة التي نستحقها”.
وأضاف: “الأمر محبط جدًا، لكن الأخطاء جزء من اللعبة.. اللاعبون بشر وليسوا روبوتات، جميعنا نرتكب أخطاء.. أنا فخور جدًا بما قدمه اللاعبون حتى الآن، وبالتأكيد سنُكافأ قريبًا.. إلى جماهير الزمالك: نحتاج دعمكم دائمًا”.
لكن هذه التصريحات لم تقنع الجماهير، التي ترى أن المدرب البلجيكي يكرر المبررات، دون أن يقدم حلولًا واضحة للأزمات الفنية.
نهاية وشيكة
الفشل المتكرر في تحقيق الفوز على فرق مثل الجونة وغزل المحلة، بالإضافة إلى خسارة القمة أمام الأهلي، يشير إلى أن فيريرا لم ينجح في استيعاب مشكلات فريقه، فضلا عن معالجتها، وبات مصيره أقرب إلى الإقالة، مع كل مباراة جديدة يفشل فيها في تحقيق الانتصار.
ويانيك فيريرا (مواليد 24 سبتمبر 1980 في أوكل، بلجيكا) هو مدرب صاعد، صنع خبرته تدريجيًا عبر العمل مع فرق الشباب، ثم الصعود إلى المناصب الفنية القيادية.
بدأ مشواره التدريبي في أكاديمية أندرلخت، ثم عمل مساعدًا في جينت، وكمساعد في السعودية، قبل أن يتسلم أول منصب مدرب رئيسي في شارلوروا عام 2012.
لفت فيريرا الأنظار بقيادته سانت-ترويدن إلى الصعود، وتمسكه بمبدأ التنظيم التكتيكي والضغط المنسق، ما أهَّله لتدريب أندية كبيرة في بلجيكا مثل ستاندارد لييج (حيث توج بالكأس) وكيه في ميخلين ووويسلاند-بفرين.
خاض فيريرا تجارب خارج أوروبا أيضا، أبرزها مع أندية سعودية مثل الفتح والرياض، كما قضى فترة قصيرة في قبرص مع أومونيا، قبل أن يعود لقيادة فرق في بلجيكا، ثم يتولى مهمة تدريب الزمالك في صيف 2025.
وعُرف فيريرا سابقًا بقدراته التكتيكية، وحُسن إدارة اللاعبين الشباب، إلا أن مسيرته تخللتها فترات إقالة في حالات الضغط وسوء النتائج.
إرسال التعليق