أمل أخير.. جماهير الزمالك تستنجد بالسيسي لإنقاذ النادي
تصدر هاشتاج “انقذ الزمالك يا ريس” منصة “إكس” خلال الساعات الأخيرة، في مشهد غير مسبوق يعكس مدى عمق الأزمة التي يعيشها النادي العريق، بعدما فقدت جماهيره الأمل في تحركات مجلس الإدارة، وقررت تجاوز القنوات التقليدية، متوجهة بندائها مباشرة إلى القيادة السياسية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لم يعد ما يحدث في القلعة البيضاء أزمة رياضية عابرة، بل تحول إلى ملف عام يهم شريحة واسعة من المصريين، بعدما تراكمت الأزمات الإدارية والمالية، وأصبح مستقبل النادي على المحك.
“العجز” عنوان المرحلة
حالة الغليان الجماهيري على مواقع التواصل جاءت لتؤكد أن القاعدة البيضاء فقدت الثقة تمامًا في قدرة مجلس الإدارة الحالي على إدارة الأوضاع.
فالجماهير ترى أن المجلس يعيش حالة “عجز كامل” في التعامل مع الملفات الحساسة، وعلى رأسها ملف أرض فرع النادي بمدينة 6 أكتوبر، الذي أصبح بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”.
لم يكن الهاشتاج مجرد موجة غضب عابرة، بل حملة منظمة أطلقها جمهور الزمالك من مختلف المحافظات، مصحوبة برسائل مؤثرة ومقاطع فيديو وأرشيفات لنجاحات سابقة، في محاولة لتذكير الجميع بمكانة النادي وقيمته الرمزية في الرياضة المصرية.
قضية أرض أكتوبر.. شرارة الانفجار
تُعد أزمة أرض أكتوبر هي الوقود الحقيقي وراء حملة المناشدة الرئاسية.
فبعد تداول تقارير تفيد بأن وزارة الإسكان قررت سحب الأرض المخصصة لبناء فرع الزمالك، شعر الجمهور بأن حلم الأجيال يتبدد أمام أعينهم.
هذه الأرض لم تكن مجرد قطعة مخصصة للبناء، بل مشروع استثماري ضخم يعول عليه النادي في تحقيق نقلة مالية وإدارية كبرى، تضمن له الاستقرار لعقود طويلة.
الجمهور وصف المشروع بأنه “الملاذ الأخير” لإنقاذ الزمالك من دوامة الديون، ورأى أن ضياع الأرض يعني فقدان فرصة تاريخية لانتشال النادي من أزماته.
وبينما تلتزم الإدارة الرسمية الصمت، تصاعدت الأصوات الجماهيرية المطالبة بتدخل رئاسي يعيد الأمور إلى نصابها.
الرموز يدخلون على الخط
حملة “انقذ الزمالك يا ريس” لم تكن صوت الجماهير وحدها، بل انضم إليها رموز وشخصيات زملكاوية بارزة.
فنجم الأبيض المعتزل حديثا محمود عبد الرازق “شيكابالا” كان أول من أطلق صرخة التحذير قبل أسابيع، عندما قال إن الزمالك يمثل “ركيزة من ركائز القوة الناعمة المصرية”، داعيًا إلى دعمه بوصفه كيانًا وطنيًا يتجاوز حدود المنافسة الرياضية.
هذا النداء وجد صداه الآن، حيث تبنى آلاف المشجعين الفكرة، مؤكدين أن ما يحدث للنادي لا يمس الزمالك فقط، بل يمس جزءًا من الهوية الرياضية لمصر كلها.
هشام نصر: الأزمة أكبر من أي إدارة
من جانبه، كشف المهندس هشام نصر، نائب رئيس نادي الزمالك، في تصريحات تلفزيونية، أن النادي يمر بأصعب فتراته على الإطلاق، مؤكدًا أن “قرار سحب أرض أكتوبر” وضع الإدارة في موقف لا تُحسد عليه.
وقال نصر إن المستندات القانونية الخاصة بالنادي سليمة، وكل الجهات التي تم التواصل معها أقرت بذلك، لكن المشكلة تكمن في “عامل الزمن القاتل”، الذي يهدد بضياع المشروع قبل أن يُحسم الموقف رسميًا.
وأوضح أن الأزمة لم تعد تتعلق بأخطاء فردية أو إدارية، بل وصلت إلى مرحلة الجمود الكامل نتيجة الضغوط المالية الهائلة.
وأضاف: “النادي لديه التزامات ضخمة، ورغم أن أعضاء المجلس أنفقوا من حساباتهم الشخصية لتسيير الأمور، إلا أن حجم الأزمة أكبر من أي محاولات ذاتية، ولا حل سوى بدعم حقيقي وسريع من الجهات المعنية”.
وأشار نصر إلى أن المجلس اضطر لإلغاء بعض الرحلات الخارجية لفرق النادي في ألعاب مختلفة، لعدم توافر الأموال اللازمة لتغطية تكاليف السفر والإقامة، في مشهد يعكس حجم التحديات غير المسبوقة.
نزيف شامل في كل الاتجاهات
الأزمة لم تتوقف عند حدود ملف الأرض أو الأموال، بل امتدت إلى الألعاب المختلفة داخل النادي.
فقد شهدت الفترة الأخيرة انسحابات وتأجيلات في أنشطة عدة، منها بطولة أفريقيا لكرة اليد، بسبب عدم القدرة على الوفاء بالمستحقات المالية.
وبذلك أصبح الزمالك أمام نزيف شامل، إداريًا وماليًا وفنيًا، يهدد بتقويض مكانته كأحد أكبر الأندية في الشرق الأوسط.
الجماهير ترى أن الحل لم يعد في تغيير أشخاص داخل المجلس، بل في “قرار إنقاذ استثنائي” من الدولة، يعيد ترتيب البيت الأبيض من الداخل، ويضمن استمرار المشروع الرياضي والاجتماعي للنادي.
محاولة لإعادة التنظيم
وفي خضم هذه الأزمات، أعلن مجلس إدارة الزمالك برئاسة حسين لبيب عن تشكيل مكتب تنفيذي جديد يهدف إلى إعادة هيكلة العمل الإداري وتسريع اتخاذ القرار داخل النادي.
وضم المكتب التنفيذي المهندس هشام نصر كرئيس له، وعضوية كل من حسام المندوه (أمين الصندوق)، وهاني شكري، ومحمد طارق، وأحمد خالد حسانين.
ووفق بيان النادي، فإن المكتب سيعمل على المتابعة اليومية للملفات العاجلة ورفع التقارير مباشرة إلى مجلس الإدارة لاتخاذ القرارات بسرعة أكبر.
وجود نائب الرئيس وأمين الصندوق على رأس هذا المكتب يعكس أن الإدارة الحالية باتت تركز على الجانب المالي كأولوية قصوى، خاصة مع تفاقم الديون وضيق موارد التمويل.
ومن المنتظر أن يعقد المكتب أول اجتماعاته الأسبوع المقبل، في محاولة لاستعادة السيطرة على المشهد التنظيمي، وسط ترقب جماهيري واسع لما يمكن أن يسفر عنه هذا التحرك.
الأمل الأخير
بين غضب الجماهير وصمت الإدارة وتضارب القرارات، يبقى السؤال الأهم: هل تتم الاستجابة لنداء الجماهير قبل فوات الأوان؟ فالزمالك اليوم لا يعيش مجرد أزمة رياضية، بل يواجه اختبار وجود حقيقي، فإما تدخل عاجل يعيد للنادي توازنه ويصون تاريخه، أو سقوط مؤلم لكيان طالما كان أحد رموز الرياضة المصرية.
إرسال التعليق