جاري التحميل الآن

بأرقام قياسية عالمية.. موهبة جولر تتفجر في عهد ألونسو


سطع نجم التركي الشاب أردا جولر لاعب ريال مدريد، وأصبح حديث الصحافة الإسبانية والعالمية في الأشهر الأخيرة بعدما تحول للاعب أساسي في صفوف الميرنجي.

اللاعب الذي جاء من فنربخشة التركي بخطوات خجولة، تحول اليوم إلى ما يُشبه “قائد الأوركسترا” في منظومة تشابي ألونسو التكتيكية.

فموهبته المبشرة ورؤيته المميزة للملعب جعلت منه قطعة لا غنى عنها في وسط ميدان الملكي.

حرية هجومية

حين بدأ تشابي ألونسو مهمته في قيادة ريال مدريد، قرر أن يمنح جولر دورًا أقرب إلى قاعدة اللعب، بجانب تشواميني، ليختبر قدرته على بناء الهجمة من الخلف.

الشاب التركي أدهش الجميع بثباته، إذ لم يتأثر بالضغط أو سرعة النسق، بل أظهر شخصية لاعب ناضجٍ تكتيكيًا رغم حداثة سنه.

ومع مرور الأسابيع، قرر ألونسو أن يحرره من القيود الدفاعية، دافعًا به إلى مناطق متقدمة، أقرب إلى مركز صناعة اللعب المتقدم، حيث يمكنه استخدام سحر قدميه في المساحات الضيقة وصناعة الفارق.

هذه النقلة التكتيكية كانت نقطة التحول الكبرى في مسيرته داخل النادي الأبيض.

فمنذ أن تمركز بين الخطوط، باتت لمساته أكثر تأثيرًا وقراراته أكثر نضجًا.

وفي بطولة كأس العالم للأندية، قدم أوراق اعتماده رسميًا بتسجيل هدف وصناعة هدفين، مؤكدًا أنه لم يعد موهبة واعدة فقط، بل عنصرًا أساسيًا في مشروع ريال مدريد الجديد.

أرقام تترجم الإبداع

لغة الأرقام لا تكذب، وهي خير دليل على ما يقدمه جولر داخل المستطيل الأخضر.

فمن خلال مشاركته في 10 مباريات هذا الموسم، سجل 3 أهداف ومرر 4 تمريرات حاسمة، أي أنه يساهم مباشرة في هدف تقريبًا كل مباراة ونصف.

لكن ما هو أعمق من ذلك، أنّه بحسب موقع “Fbref”، يُعد اللاعب الأكثر صناعةً للتمريرات المفتاحية في الدوري الإسباني (22 تمريرة)، والسابع في عدد الفرص التي تنتهي بتسديدة (36 فرصة).

هذه الإحصائيات توضح أن جولر ليس مجرد صانع لعب تقليدي، بل هو دينامو فكري يُعيد تعريف وظيفة الرقم 10 في كرة القدم الحديثة.

تشابي ألونسو نفسه أشار إلى هذا التطور قائلًا في نهاية أغسطس/ آب: “إنه يتقدم بخطوات كبيرة، ليس فقط بفضل موهبته التي يعرفها الجميع، بل بسبب قدرته على فهم الدور، على إعطاء التوازن، والسيطرة على الإيقاع وربط الخطوط”.

كيمياء خاصة مع مبابي

من اللافت أن العلاقة بين جولر والفرنسي كيليان مبابي على أرض الملعب تسير بتناغم فريد.

فبين الاثنين وُلدت شراكة هجومية مثمرة، ساهمت في 5 أهداف من أصل 26 سجلها ريال مدريد هذا الموسم.

جولر صنع 4 منها للنجم الفرنسي، تحديدًا في مباريات أوفييدو (0-3)، وليفانتي (1-4)، وكايرات (0-5)، وحتى في الخسارة القاسية أمام أتلتيكو (5-2).

في المقابل، رد مبابي الجميل بتمريرة حاسمة لجولر في الانتصار على ريال سوسيداد (1-2).

هذه العلاقة لا تبدو صدفة، فأسلوب جولر القائم على السرعة في التمرير والرؤية المسبقة للملعب يتكامل مع انطلاقات مبابي الحادة خلف الدفاع.

ويمكن القول إنهما يشكلان ثنائي المستقبل في مشروع تشابي ألونسو الطموح لإعادة بناء هوية ريال مدريد الهجومية.

تفوق رقمي

لم تتوقف إشادة المحللين على الأداء الميداني فقط، بل دعمتها دراسات علمية دقيقة.

ففي تقارير حديثة صادرة عن مرصد كرة القدم “CIES”، تم تصنيف أردا جولر كأفضل لاعب تحت 21 عامًا في العالم في فئتين مختلفتين.

أولًا، جاء جولر على رأس اللاعبين الذين يملكون أعلى نسبة احتفاظ بالكرة تحت الضغط العالي (89%)، وهو رقم مذهل يعكس تفوقه وهدوءه في المواقف الصعبة.

خلفه جاء كل من كاليب ييرينكي لاعب نوردشيلاند (87.5%) ويوهان مورينو من يونيفرسيداد كاتوليكا (85.7%)، بينما احتل نجوم معروفون مثل وارن زاير إيمري (83.8%) وفيكتور فروهولت (83.2%) مراكز متأخرة عنه.

ثانيًا، يتصدر جولر قائمة اللاعبين الشباب الأكثر تمريرًا لزملائهم في وضع يمنحهم قربًا مباشرًا من المرمى المنافس، بمعدل 0.68 تمريرة مفتاحية في كل 90 دقيقة.

الإحصائية توضح أنه لا يكتفي بالتمرير الآمن، بل يغامر دائمًا نحو العمق، بحثًا عن المساحة القاتلة التي تُحول الهجمة إلى هدف.

مايسترو جديد

الصحف الإسبانية تتعامل مع جولر اليوم كأنه (المفتاح السحري) الذي يفتح كل الأبواب المغلقة في منظومة ريال مدريد.

فهو اللاعب الذي يجمع بين الذكاء التكتيكي والرقي الفني، بين الجرأة الشبابية والهدوء الذي يميز الكبار.

جولر لم يعد فقط “مشروع نجم”، بل أصبح قلب الفريق النابض بعد رحيل مودريتش وتبدل الأدوار بين لاعبي الوسط.

واللافت أن ما قدمه الموسم الماضي – 6 أهداف و11 تمريرة حاسمة – بات يبدو رقمًا متواضعًا مقارنة بما يقدمه الآن.

النسخة الحالية من جولر تبدو أكثر نضجًا، أكثر تحرّرًا، وأكثر قدرة على المساهمة مع فريق بحجم ريال مدريد لتحقيق البطولات الكبرى.



Source link

إرسال التعليق

You May Have Missed