مانشستر يونايتد يستطلع رأي لاعبيه لحسم مستقبل أموريم
عقد مسؤولو مانشستر يونايتد اجتماعات مع عدد من اللاعبين البارزين، وعلى رأسهم القائد برونو فيرنانديز، من أجل تقييم الأجواء داخل الفريق في ظل تزايد الضغوط على المدرب البرتغالي روبن أموريم، وسط محاولات لمعرفة موقف اللاعبين من استمراره في منصبه.
ووفقاً لصحيفة “ميرور” البريطانية، تواصل مسؤولو مانشستر يونايتد، وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي عمر برادة والمدير الرياضي جيسون ويلكوكس، مع مجموعة من اللاعبين القادة في الفريق لمعرفة آرائهم بشأن الوضع الحالي، وجاءت النتيجة العامة لتؤكد أن اللاعبين ما زالوا يدعمون أموريم.
حقق أموريم فوزاً مهماً في نهاية الأسبوع الماضي على سندرلاند في ملعب أولد ترافورد (2-0)، إلا أنه لم ينجح بعد في تحقيق انتصارين متتاليين خلال 34 مباراة قاد فيها الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما يعكس صعوبة فترته في مانشستر.
ورغم أن المدرب البرتغالي متمسك بفلسفته الخاصة في اللعب، إلا أن النتائج لم تشهد تحسناً واضحاً، ما جعل مستقبله محل نقاش متواصل داخل النادي.
ومع ذلك، يرى المسؤولون أن هناك التزاماً ودعماً من جانب اللاعبين له، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لمايسون ماونت، الذي أكد أن غرفة الملابس “تدعم المدرب بنسبة 100%”، إضافة إلى المدافع ماتياس دي ليخت، الذي أعلن مساندته العلنية لأموريم بعد الخسارة أمام برينتفورد (1-3) قبل أقل من أسبوعين.
وسيشهد أي قرار بإقالة أموريم مشاركة السير جيم راتكليف وجويل جليزر، إلى جانب برادة وويلكوكس اللذين يلعبان دوراً محورياً في صنع القرارات بالنادي.
ويقيم الاثنان في مركز تدريبات “كارينجتون”، ما يمنحهما فرصة متابعة الأوضاع اليومية عن قرب والتواصل المستمر مع المدرب واللاعبين داخل المرافق الجديدة للنادي.
أما أموريم، فيظهر بثقة رغم الشائعات حول مستقبله، مؤكداً أن أسلوب لعبه ليس سبب المعاناة الحالية، حيث قال: “الخوف من فقدان الوظيفة يكون عندما تكون مضطراً لدفع الفواتير، وأنا لا أشعر بذلك. ما يؤلمني هو عدم الفوز بالمباريات، لا فقدان المنصب”.
وأضاف المدرب البرتغالي: “الحديث عن النظام مهم، لكن يجب النظر إلى جميع جوانب اللعبة. هذا الفريق لعب بأنظمة مختلفة لسنوات عديدة، والبعض يتحدث عن غياب الهوية أو الأفكار، لكن الأمر أعمق من ذلك بكثير”.
انتصارات يونايتد في عهد أموريم
بدأت مسيرة انتصارات أموريم مع اليونايتد بفوز ساحق على إيفرتون (4-0) في ديسمبر/كانون الأول 2024، وتلك كانت مباراة قدم فيها الفريق أداءً هجومياً متكاملاً يعكس بصمة المدرب الجديد.
تلا ذلك انتصار كبير على مانشستر سيتي (2-1) في الديربي على ملعب الاتحاد، وهي نتيجة شكلت إعلاناً واضحاً عن استعادة يونايتد لهيبته.
وفي مطلع عام 2025، حقق اليونايتد فوزا مستحقا على ساوثهامبتون (3-1)، ثم انتصار صعب خارج الديار أمام فولهام (1-0).
وفي فبراير/شباط، تجاوز يونايتد إيبسويتش تاون (3-2) في مباراة مثيرة حسمها بفضل روح قتالية كبيرة.
Imago
وجاء شهر مارس/آذار ليشهد فوزاً مقنعاً بثلاثية نظيفة على ليستر سيتي، قبل أن يختتم الموسم السابق بانتصار مهم على أستون فيلا (2-0) في مايو/آيار.
وفي الموسم الجديد (2025-2026)، شهدت الجولات الأولى فوزين على بيرنلي (3-2) وتشيلسي (2-1)، ثم تغلب على سندرلاند (2-0) في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ليتجنب أموريم مؤقتا الإقالة المنتظرة.
ويحتل مانشستر يونايتد حاليًا المركز العاشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 10 نقاط، جمعها من 3 انتصارات وتعادل، مقابل 3 هزائم.
أسطورة يونايتد يتوقع الإقالة
أكد بول سكولز، لاعب وسط مانشستر يونايتد الأسبق، أن إقالة المدرب البرتغالي باتت وشيكة، حيث قال: “مع روبن أموريم، أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة لم نعد نريد فيها الحديث عن إقالة المدربين طوال الوقت، ومانشستر يونايتد عادة يمنح مدربيه وقتا كافيا، لكن في هذه الحالة أعتقد أنه حصل على وقت أكثر من اللازم”.
وأضاف: “الجماهير لن تصفر ضده أبدًا، ولكن بعد مباراة برينتفورد (الخسارة 1-3)، شعرت أنه تم منحه وقتا أكثر مما يجب، ويبدو أن النهاية باتت مسألة وقت فقط”.
وعبر سكولز أيضا عن قلقه من مواجهة مانشستر يونايتد المقبلة أمام ليفربول في ملعب أنفيلد يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بعد فترة التوقف الدولي، معتبرا أن الهزيمة “أمر متوقع” بالنظر إلى مستوى الفريق الحالي.
وقال نجم الوسط السابق: “أموريم يحتاج للخروج بشيء من مواجهة ليفربول في أنفيلد.. لو كنت مكانه، سأفكر في التعادل وأبحث عن أي طريقة لمنعهم من التسجيل، هذه عقلية مختلفة تماما عن آرسنال الذي يذهب إلى أنفيلد طامحًا في الفوز باللقب”.
واختتم: “مانشستر يونايتد في دوامة حقيقية، ولا أذكر آخر مرة فاز فيها الفريق بمباراة كبيرة أو مهمة.. المجموعة الحالية من اللاعبين في حالة انحدار كبيرة، ولا يوجد أي ثقة في قدرتهم على تجاوز ذلك. أصبح من المتوقع تقريبا أن يخسروا في أنفيلد”.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه دوما “من المدرب الذي سيقع عليه الاختيار لقيادة سفينة مانشستر يونايتد حال إقالة روبن أموريم من منصبه؟”، خاصة أن أغلب المدربين سيفضلون تجنب إلقاء أنفسهم في الجحيم، لتفادي السير على خطى سابقيهم، الذين جاءوا بآمال كبيرة، وخرجوا من النادي بخُفي حنين، دون ترك بصمة تذكر، على الأقل منذ عام 2017.
إرسال التعليق