جاري التحميل الآن

كلمة السر 17.. رينارد يرسخ عادة قديمة مع المنتخب السعودي


حافظ الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي على سجله المثالي في مباراته رقم 17 على وجه التحديد مع الأخضر.

وقاد رينارد منتخب السعودية لتحقيق فوز مثير على إندونيسيا 3-2 ضمن منافسات الجولة الأولى من الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وفي الطريق إلى المونديال حقق فريق المدرب رينارد فوزا مهما بانتظار 90 دقيقة أخرى وأخيرة ضد العراق يوم الثلاثاء المُقبل، من أجل حسم التأهل.

وفي رصيده الشخصي حقق رينارد الفوز السابع في قيادة منتخب السعودية، خلال ولايته الثانية التي بدأت قبل نحو عام، وذلك في 17 مباراة لعبها الأخضر تحت قيادته حتى الآن، حيث خسر في 6 مباريات أخرى وتعادل في 4 مناسبات.

الانتصار في المباراة رقم 17 أصبح بمثابة عادة لرينارد في آخر تجاربه التدريبية، حيث كان قد حقق الفوز في نفس المباراة بمشوار الولاية الأولى له في القيادة الفنية للسعودية.

تلك الفترة التي امتدت من أغسطس/أب 2019 وحتى مارس/أذار 2023، شهدت 45 مباراة لرينارد، كانت المباراة رقم 17 له ضد الكويت في تجربة ودية فاز فيها الأخضر بنتيجة 1-0، حيث كان هدف عبدالإله العمري كافيا لحسم الأمور في تلك المواجهة.

أيضا في تجربته مع المغرب استطاع رينارد أن يحقق الفوز في مباراته رقم 17 وكان ذلك بتجربة ودية أيضا ضد تونس، وفاز أسود الأطلس بنتيجة 1-0.

وأكمل رينارد متلازمة المباراة 17 والفوز فيها، بانتصار سعودي مستحق على إندونيسيا لكي يكرس المدرب عادة قديمة معتادة بالنسبة له.

الفرنسي الخبير يعرف الكثير

وبعدما أصبح منتخب السعودية على بُعد 90 دقيقة فقط من التأهل للمونديال، فإن تميمة الحظ الفرنسية المتمثلة في هيرفي رينارد، بات يقود المنتخب بثبات، وطموحات كبيرة لأن يكون هو كلمة السر في أفضل إنجازات الأخضر تحت قيادته.

ومع حالة الإحباط التي أصابت الكرة السعودية في عهد المدرب السابق، الإيطالي روبرتو مانشيني، فقد رفض رينارد أن تكون مبررات الإخفاق جاهزة، تلك التي ساقها سابقه، من خلال قوة المنافسين بالمقارنة مع المنتخب السعودي، وكذلك اعتماد أندية الدوري بشكل كبير على عدد وافر من الأجانب، ما يقلص فرصة مشاركة المحليين.

وحتى مع الفشل في التأهل المباشر عن المجموعة بالمرحلة السابقة من التصفيات، بقي رينارد إيجابيا في تصريحاته وتعامله مع حظوظ الأخضر، ليبث روح الإصرار لدى لاعبيه، كما أن المشاركة في بطولة كأس كونكاكاف الذهبية بقدر ما صاحبها انتقادات جماهيرية وفنية، لكنه عرف كيف يستفيد منها في توسيع قاعدة الاختيار بالنسبة للمنتخب ومنح الفرصة لوجوده لا تشارك في ظل غياب لاعبي الهلال بسبب مشاركتهم مع فريقهم في كأس العالم للأندية بنفس التوقيت.

Saudi Arabia and Indonesia - AFC Asian qualifiers  4th Round Group BGetty Images

بداية موفقة

هيرفي رينارد تولى تدريب المنتخب السعودي في يوليو/تموز 2019، ليصبح أول مدرب فرنسي يقود الأخضر. ومنذ لحظة توليه المسؤولية، أظهر التزامًا واضحًا ببناء هوية فنية جديدة للمنتخب تعتمد على الانضباط التكتيكي، والصلابة الدفاعية، والضغط العالي.

 عمل على رفع مستوى اللياقة البدنية للاعبين، وركز على تطبيق خطط لعب متوازنة تراعي إمكانيات اللاعبين المحليين وتحديات المنافسات الدولية.

أحد أبرز إنجازات رينارد كان التأهل إلى كأس العالم 2022 في قطر، بعد تصدر السعودية لمجموعتها في التصفيات الآسيوية، متفوقة على منتخبات قوية مثل اليابان وأستراليا.

خلال التصفيات، اتسم أداء المنتخب بالثبات والانضباط، وظهرت بصمة رينارد في التنظيم الدفاعي واللعب الجماعي، مع تقليص الفجوة بين الخطوط واستغلال السرعات في التحول الهجومي.

 ورغم محدودية الخيارات الهجومية، نجح في صنع توازن ساهم في تحقيق نتائج إيجابية.

في كأس العالم 2022، حقق رينارد أبرز لحظاته مع المنتخب السعودي بفوز تاريخي على الأرجنتين في المباراة الافتتاحية بهدفين مقابل هدف، في واحدة من أكبر مفاجآت المونديال.

 اعتمد رينارد على ضغط متقدم ودفاع عالٍ أربك تحركات ميسي ورفاقه، كما ظهر المنتخب بشخصية قوية وثقة واضحة، تعكس تأثير المدرب على الجانب النفسي والذهني للاعبين. ورغم عدم التأهل للدور التالي بعد خسارتين أمام بولندا والمكسيك، إلا أن المنتخب خرج بصورة مشرفة، وسط إشادة دولية بأدائه وروحه القتالية.

فنيًا، يميل رينارد إلى اللعب بأسلوب 4-2-3-1 أو 4-3-3، مع الاعتماد على ثنائي ارتكاز لتأمين العمق الدفاعي، وظهيرين نشطين للمساندة الهجومية. يفضل التنظيم والانضباط على الاستعراض، ويشجع اللاعبين على اتخاذ قرارات سريعة في الثلث الأخير. ورغم بعض الانتقادات لضعف الفاعلية الهجومية أحيانًا، إلا أن وضوح الفلسفة الفنية كان من أبرز ملامح فترته.

غادر رينارد تدريب السعودية في 2023 لتولي قيادة المنتخب الفرنسي للسيدات، لكن فترته تُعد من المحطات المهمة في تاريخ المنتخب، إذ أعاد بناء الثقة، وحقق نتائج ملموسة، وترك إرثًا فنيًا، قبل أن يعود مجددا لقيادة الأخضر في ولاية ثانية.



Source link

إرسال التعليق

You May Have Missed