جاري التحميل الآن

خطوة مفاجئة تنهي صراع الأهلي والشباب


توأمة مرتقبة تسدل الستار على الأجواء المشحونة

يبدو أن أجواء الندية والتوتر بين جماهير الأهلي والشباب السعودي، تقترب من نهايتها، بعدما بدأ الناديان خطوات فعلية لعقد توأمة رياضية تاريخية تهدف إلى إنهاء الخلافات، وفتح صفحة جديدة من التعاون، قبل استئناف منافسات دوري روشن السعودي بعد فترة التوقف الدولي الحالية.

وتُستأنف عجلة الدوري السعودي للمحترفين يوم الجمعة الموافق 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد انتهاء فترة التوقف الدولي التي يخوض خلالها المنتخب السعودي منافسات الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026.

وفي أجواء ترقب واستعدادات مكثفة للأندية، جاءت الخطوة المفاجئة من مجلسي إدارة الأهلي والشباب لتُعيد ترتيب المشهد الرياضي وتبعث برسالة إيجابية لجماهير الناديين.

تحركات جادة لتهدئة الأجواء

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “اليوم” السعودية، فإن إدارتَي الأهلي والشباب تعكفان على وضع اللمسات الأخيرة لتوأمة رسمية بين الناديين، تتضمن الاتفاق على التهدئة الإعلامية ومنع التجاوزات في منصات التواصل والمراكز الإعلامية التابعة لكليهما.

وأكد التقرير أن هناك تواصلاً مباشرًا جرى بين الأمير عبد الرحمن بن تركي، عضو شرف نادي الشباب، وعدد من أعضاء شرف النادي الأهلي، من أجل وضع آلية واضحة للتعاون، تشمل برامج مشتركة في المسؤولية الاجتماعية وتنظيم فعاليات تفاعلية بين جماهير الفريقين، كجزء من المصالحة المنتظرة.

ومن المقرر أن تُعلن تفاصيل هذه التوأمة رسميًا قبل المواجهة المرتقبة التي تجمع الفريقين يوم الجمعة 17 أكتوبر/تشرين الأول على ملعب الإنماء، ضمن منافسات الجولة الخامسة من دوري روشن السعودي، والتي ستكون بمثابة “اختبار ميداني” لصدق نوايا الطرفين في تجاوز الماضي.

جذور التوتر بين الأهلي والشباب

لم تكن الخلافات بين الناديين وليدة اللحظة، إذ تعود جذورها إلى نهاية موسم 2021-2022، حين كان نادي الشباب طرفًا في الذكرى الأليمة لجماهير الأهلي، بعد أن تسبب في هبوط “الراقي” رسميًا إلى دوري يلو للدرجة الأولى للمرة الأولى في تاريخه، إثر تعادلهما السلبي في الجولة الأخيرة من الدوري.

وأقيمت المباراة المصيرية يوم 27 يونيو/حزيران 2022، وكانت نتيجتها بمثابة الصدمة الكبرى لأنصار الأهلي الذين لم يتخيلوا يوما رؤية فريقهم خارج دوري الأضواء.

لكن بعد موسم واحد فقط، عاد الأهلي سريعًا إلى دوري روشن في صيف 2023، بفضل الدعم الفني والإداري الكبير، في وقت تزامن فيه صعود النادي مع تحول ملكية 75% من أسهمه إلى صندوق الاستثمارات العامة، مثل الثلاثي الهلال والنصر والاتحاد.

ولم يمر سوى موسمين حتى عاد الأهلي للمجد القاري بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة 2024-2025، ليؤكد أن عودته كانت أقوى من كبوته.

تذاكر ساخنة.. وإشارة إلى الماضي

غير أن أجواء العداء الجماهيري لم تهدأ، خصوصًا في المواجهة التي جمعت الفريقين في الجولة 31 من الموسم الماضي، حيث أثارت إدارة الشباب جدلاً واسعًا بعدما حددت أسعار تذاكر جماهير الأهلي بـ276 ريالًا، وهو رقمٌ اعتبرته جماهير “الراقي” تلميحًا مباشرًا لتاريخ الهبوط (27-6).

الخطوة أثارت عاصفة من الانتقادات عبر المنصات الإعلامية، وسط اتهامات للشباب بمحاولة “استفزاز” الأهلي، فيما التزمت إدارة “الليوث” الصمت مكتفية باعتبار الأسعار “قرارًا تسويقيًا لا أكثر”.

لكن الأهلي رد بطريقته الخاصة، إذ نشر عبر حسابه الرسمي مقطع فيديو بعد الفوز المثير بنتيجة 3-2 على الشباب، تضمن أهداف الفريق مصحوبة بأغنية “زعلت؟” للفنانين تامر حسني وبهاء سلطان، في رسالة ساخرة أعادت إشعال التفاعل بين جماهير الناديين.

ردود متبادلة.. وتصاعد جديد للتوتر

ولم تمضِ سوى أسابيع حتى عاد الشباب للرد، بعدما تفوق على الأهلي 3-1 في مايو/أيار الماضي ضمن الجولة 31 من دوري روشن 2024-2025. ونشر الحساب الرسمي للنادي عبر منصة “إكس” صورًا لاحتفالات لاعبيه مع تعليق ساخر: “يلو كارد.. ريد كارد.. عزيمة الليوث لا تهبط أبدًا”.

لتتجدد بذلك المناوشات بين الجماهير، وتتحول مباريات الأهلي والشباب إلى ساحة صراع جماهيري أكثر منها تنافس رياضي، قبل أن تتدخل الإدارة لدى الطرفين أخيرًا لإيقاف هذا التصعيد وإعادة الأمور لمسارها الطبيعي.

أجواء المصالحة قبل القمة المرتقبة

المصالحة المنتظرة تأتي في وقتٍ يسعى فيه الفريقان لاستعادة التوازن في الدوري؛ إذ يحتل الأهلي المركز السابع برصيد 8 نقاط من انتصارين وتعادلين، بينما يأتي الشباب في المركز الثاني عشر برصيد 4 نقاط فقط من فوز وتعادل وخسارتين.

ومن المنتظر أن تشهد المباراة المقبلة أجواءً مختلفة عن المعتاد، إذ يتطلع الطرفان إلى أن تكون القمة المقبلة نقطة انطلاق جديدة لعلاقة أكثر هدوءًا واحترامًا، خاصة وأنها تأتي بعد “إعلان النوايا” بتوقيع التوأمة الرياضية المرتقبة.

وتسعى إدارة الناديين من خلال هذه الخطوة إلى ترسيخ ثقافة المنافسة الشريفة، وإبعاد الرياضة عن التعصب، في إطار ما تشهده الكرة السعودية من تحول، ضمن مشاريع التطوير والخصخصة التي ترعاها وزارة الرياضة وصندوق الاستثمارات العامة.



Source link

إرسال التعليق

You May Have Missed