جيتكس جلوبال 2025.. الذكاء الاصطناعي يتحول من الرؤية إلى التطبيق العملي
في مشهدٍ يجسّد التحوّل العميق الذي يشهده العالم الرقمي، تستعد دبي لتكون نقطة التقاء العقول والابتكارات في معرض (جيتكس جلوبال 2025)، الحدث التقني الأكبر عالميًا، الذي يكرّس مكانته هذا العام كمنصة رائدة لتجارب الذكاء الاصطناعي الواقعية وتطبيقاته المتقدمة في مختلف القطاعات.
وبينما تفتح التكنولوجيا أبوابها لعصر جديد من الإنتاجية والإبداع، يبرز (جيتكس جلوبال 2025) كمرآة لعالمٍ يعيد تعريف مفاهيم العمل، والتعليم، والصحة، والاقتصاد، على أسس الذكاء الاصطناعي التوليدي والحوسبة الفائقة والبيانات الضخمة.
الذكاء الاصطناعي يتصدر المشهد في جيتكس جلوبال 2025:
تتواصل الاستعدادات المكثفة لانطلاق معرض (جيتكس جلوبال 2025) خلال المدة الممتدة من 13 إلى 17 من أكتوبر، في مركز دبي التجاري العالمي، في نسخة توصف بأنها الأكبر والأكثر تركيزًا على الذكاء الاصطناعي في تاريخ المعرض.
يأتي المعرض هذا العام تحت شعار واضح: (الذكاء الاصطناعي يتصدر كل شيء). وفي ظل هذا الشعار، يتحوّل جيتكس إلى ساحة عالمية حيّة تعرض أحدث تجارب الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مؤكدًا رؤية جديدة تركز على كيفية تحويل التكنولوجيا من مجرد أدوات إلى شبكات حية ومترابطة مهمتها دفع عجلة الإنتاجية إلى آفاق وقدرات غير مسبوقة.
The wait ends soon, & the future begins at GITEX GLOBAL 2025 – in just 2 days!
🎟Hurry! Secure your pass now: https://t.co/Zv6HTQ220U
📅 13–17 Oct 2025
📍 Dubai World Trade Centre
🔗 https://t.co/ULYMf4LSWn#GITEXGLOBAL pic.twitter.com/Hg3SZ9Q5Fd— GITEX GLOBAL (@GITEX_GLOBAL) October 11, 2025
ويستقطب المعرض هذا العام أكثر من 6,800 شركة و2,000 شركة ناشئة من 180 دولة حول العالم، لعرض أحدث ابتكاراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والحوسبة الكمّية، والبيانات الضخمة، والأمن السيبراني، وأشباه الموصلات، والصحة الرقمية.
ويبرز التركيز في “جيتكس جلوبال 2025” على تطبيقات الذكاء الاصطناعي الواقعية التي تخرج من المختبرات لتصبح حلولًا إستراتيجية في كل قطاع. ويؤكد المعرض أن التقدم لم يَعد يقتصر على الذكاء الاصطناعي التوليدي، بل يشمل الحوسبة الكمّية، والذكاء الاصطناعي الفيزيائي.
الذكاء التطبيقي في خدمة المدن والمجتمعات:
تُقدّم شركة برسايت (Presight)، التابعة لمجموعة G42 الإماراتية، عرضًا محوريًا في جيتكس جلوبال 2025، إذ تكشف الستار عن منصتها المبتكرة (IntelliCity)، التي تمثّل الجيل القادم من حلول المدن الذكية، وقد صُممت لتمكين الحكومات والبلديات من التحول من إدارة مجزّأة إلى إدارة حضرية موحدة وتنبئية ومستقلة.
كما ستعرض الشركة مجموعة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، التي تشمل:
- منصة بريسايت للشرطة الذكية (AI-Policing Suite): التي تهدف إلى تعزيز الكفاءة والاستجابة الأمنية.
- منصة (LifeSaver): المخصصة للاستجابة للطوارئ ودعم السلامة العامة.
- منصة بريسايت فيتروفيان (Vitruvian) للذكاء الاصطناعي الوكيل: لإطلاق قدرات الأتمتة المتقدمة.
- بريسايت نيوز بلس (NewsPulse): وهو عبارة مساعد إخباري ذكي قادر على تحليل المحتوى الإعلامي لحظيًا.
وقد أكد توماس برامودهام، الرئيس التنفيذي لشركة برسايت، أن الذكاء الاصطناعي لم يَعد خيارًا، بل أصبح موردًا إستراتيجيًا لا غنى عنه. فالأمم التي تتقن توظيفه تُحصّن سيادتها الرقمية وتضمن متانة اقتصاداتها. وأضاف موضحًا: “من يمتلك القدرة على معالجة البيانات واتخاذ القرار استنادًا إليها، يمتلك القوة الحقيقية في العصر الرقمي”.
توحيد البيانات والذكاء الاصطناعي في منصة واحدة:
تُشارك شركة سنوفليك (Snowflake) في معرض جيتكس جلوبال 2025، لتكشف عن ثورة حقيقية في إدارة البيانات، إذ ستعرض منصتها الثورية (AI Data Cloud)الموحدة للحوسبة السحابية. وتُعدّ هذه المنصة بمنزلة المحرك، الذي يُمكّن الشركات من بناء تطبيقاتها الذكية وتوسيع نطاقها بكفاءة لا مثيل لها.
وتشمل أبرز أدوات سنوفليك التي تُحدث تحولًا جذريًا في إدارة البيانات ما يلي:
- Snowflake Intelligence: واجهة مدعومة بالنماذج اللغوية الكبيرة، تُمكّن المستخدمين، بمنتهى السهولة، من استخلاص رؤى عميقة من مجموعات البيانات، سواء كانت منظمة أو غير منظمة.
- Cortex AI SQL: تقنية رائدة تدمج قوة الذكاء الاصطناعي التوليدي مباشرةً في استعلامات لغة SQL، مما يفتح آفاقًا جديدة لتحليل البيانات.
- SnowConvert AI: أداة مصممة لتسريع عمليات ترحيل البيانات الحساسة، ناقلةً إياها من الأنظمة القديمة إلى المنصات الحديثة بكفاءة غير مسبوقة.
ولتعزيز التزامها تجاه المنطقة، ستطلق سنوفليك خلال مشاركتها في جيتكس هذا العام مركزها الإقليمي الثاني للحوسبة السحابية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتعليقًا على هذه المشاركة، أكد محمد زواري، المدير العام لشركة سنوفليك في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، أن توحيد الحوسبة والتخزين والذكاء الاصطناعي ضمن منصة واحدة، يمنح المؤسسات ميزة تنافسية حاسمة.
وقال زواري: “تعمل سنوفليك على تبسيط الثورة الذكية. فمن خلال توحيد قدرات الحوسبة والتخزين والذكاء الاصطناعي ضمن منصة واحدة فائقة الأمان، نُسهّل على المؤسسات تبنّي حلول الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مع الحفاظ على أعلى معايير الحوكمة والأمان لبياناتها. هذه القدرات غير المسبوقة تُمكن الشركات من استخلاص القيمة القصوى من البيانات بسرعة فائقة، وأتمتة عملياتها بذكاء، وبناء جيل جديد من المنتجات الذكية التي تقود المستقبل”.
الابتكار في البنية التحتية والحوسبة الفائقة:
لا يكتمل مشهد الذكاء الاصطناعي دون تطور البنية التحتية للحوسبة:
- إيه إم دي (AMD): تستجيب للحاجة المتزايدة إلى قدرات حوسبة استثنائية، وتقدم وحدات المعالجة الرسومية (Instinct GPUs) ومعالجات (EPYC CPUs) القادرة على التعامل مع متطلبات التدريب الضخمة للذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على كفاءة عالية في استهلاك الطاقة. وشدد زيد غطاس، المدير العام لشركة إيه إم دي في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، على أهمية “تنويع البنية المعتمدة على الشرائح السيليكونية” لتحقيق أداء متفوق ومستدام.
- أيسر (Acer): تدخل مرحلة جديدة في تجربة المستخدم عبر إطلاق سلسلة من الحواسيب المحمولة المزودة بالذكاء الاصطناعي المدمج (on-device AI) وبرنامج Acer AI Suite. ويتيح هذا الدمج للمستخدمين الاستفادة من الترجمة الفورية وتحسين الأداء دون الحاجة إلى الاتصال السحابي، جاعلًا الذكاء الاصطناعي “أكثر سهولة وفائدة للجميع”.
أهمية المشهد.. الذكاء الاصطناعي كقوة محفزة للتنمية العالمية:
يؤكد هذا التركيز الكثيف على تجارب الذكاء الاصطناعي العملية في (جيتكس جلوبال 2025) على عدة نقاط محورية:
1- اقتصاد الذكاء الاصطناعي هو الحاضر:
لقد تجاوز الذكاء الاصطناعي مرحلة الأبحاث النظرية ليصبح قوة إنتاجية ضخمة، ومعرض (جيتكس جلوبال 2025) يُقدم دليلًا قاطعًا على هذا التحول نحو مرحلة الإنتاج وتوليد مليارات الدولارات من الإيرادات والوفورات. وقد أكد بعض الرؤساء التنفيذيين للشركات المشاركة في المعرض، أن الذكاء الاصطناعي لم يَعد أداة مساعدة، بل هو عنصر إستراتيجي حاسم لنمو الأعمال وسيادة الدول.
2- الشمولية في التطبيق:
تتجلى شمولية الذكاء الاصطناعي في توسع نطاق تطبيقاته ليشمل كافة القطاعات الحيوية دون استثناء، إذ يغطي المعرض هذا العام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كل المجالات الحيوية، ابتداءً من الأمن السيبراني، والصحة الرقمية، والمدن الذكية، ووصلًا إلى الأداء الفائق في الفورمولا 1 وكشف المواهب الرياضية، مما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي بات جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي.
3- المسؤولية والحوار العالمي:
يتخطى (جيتكس جلوبال 2025) حدود العرض التقني ليتحول إلى منصة عالمية للحوار حول الأثر الاقتصادي، والمؤسسي، والثقافي للذكاء الاصطناعي. إذ سيناقش القادة قضايا محورية تتراوح بين تحقيق الازدهار الاقتصادي الشامل، والابتكار في أشباه الموصلات والحوسبة الكمية لاكتشاف الأدوية.
كما سيناقش الدكتور مهدي سنين، رئيس الذكاء الاصطناعي في الأمم المتحدة، إحدى أكثر المسائل أهمية، وهي: ضمان مستقبل عادل للذكاء الاصطناعي لا يعمّق الفجوات ولا يسيء تمثيل الهويات الثقافية.
باختصار، يقدم (جيتكس جلوبال 2025) دليلًا قاطعًا على أن الذكاء الاصطناعي قد تغلغل في النسيج الاقتصادي العالمي، وأن الابتكارات المعروضة هي محركات التنمية للمستقبل القريب والبعيد، مما يجعل من هذا الحدث منصة لا غنى عنها لكل من يسعى إلى فهم هذا المستقبل وصياغته.
إرسال التعليق