دولة عربية تقترب من استضافة مباراة “فيناليسما”
تقترب دولة قطر من استضافة مباراة فيناليسيما بين منتخبي إسبانيا والأرجنتين في مارس/ آذار من العام المقبل 2026.
وتجمع مباراة فيناليسيما بين بطلي أمريكا الجنوبية وأوروبا، وهي التي أقيمت لأول مرة في عام 2022 في ويمبلي بين منتخبي إيطاليا والأرجنتين.
وحقق منتخب الأرجنتين وقتها الفوز ببطولة فيناليسيما، عقب الانتصار على منتخب إيطاليا (3-0).
وبحسب صحيفة “ماركا” الإسبانية، فإن الموعد المبدئي المحدد للمباراة هو شهر مارس/ آذار المقبل، وتحديدًا خلال فترة التوقف الدولي المخصّصة لمباريات الملحق المؤهل لكأس العالم.
وأضافت الصحيفة، أنه من المتوقع أن تُقام مباراة إسبانيا والأرجنتين يوم السبت 28 مارس/ آذار، بالتزامن مع مباريات الملحقين الأوروبي والعابر للقارات.
لفتت الصحيفة، إلى أن مكان إقامة المباراة ما زال قيد التحديد، في الوقت الذي ترددت فيه تكهنات حول عدة مدن محتملة، من ميامي إلى الرياض.
ومع ذلك، ووفقًا للصحيفة ذاتها، فإنه داخل أروقة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، يُعد الخيار الأكثر ترجيحًا هو العاصمة القطرية الدوحة، على أن تُقام المباراة في ملعب لوسيل.
وأوضحت الصحيفة، أن أسباب هذا الترجيح تعود إلى عدة عوامل، هي المسافة المتوسطة بين البلدين، والمناخ المناسب في تلك الفترة، بالإضافة إلى كون العاصمة القطرية مقر الإقامة الرئيسي لرئيس الفيفا جياني إنفانتينو، وهو ما يعزز فرص اختيارها لاستضافة اللقاء.
ملعب لوسيل
في قلب مدينة لوسيل الحديثة شمال الدوحة، يقف ملعب لوسيل كأكبر وأشهر ملاعب كأس العالم 2022، ليس فقط لأنه استضاف النهائي التاريخي بين الأرجنتين وفرنسا، بل لأنه أصبح رمزًا للحداثة والاستدامة والمعمار الرياضي العالمي.
وافتتح ملعب لوسيل في نهاية عام 2022، بطاقة استيعابية وصلت إلى 88 ألف متفرج، ليكون أكبر ملعب في قطر ومركزًا لأهم لحظات المونديال.
صممته شركة Foster + Partners البريطانية بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، واستُلهم تصميمه من الأواني العربية التقليدية التي تعكس التراث القطري بروح عصرية.
ويتميز الملعب بالآتي
تصميم فريد يجمع بين الجمال والوظيفة
الواجهة الذهبية للملعب مستوحاة من نقوش المشغولات العربية القديمة.
السقف القابل للإغلاق يساعد على ضبط درجات الحرارة داخل الاستاد.
يعتمد النظام الداخلي على تقنيات تبريد ذكية توزع الهواء البارد بشكل متساوٍ دون هدر للطاقة.
الإضاءة الخارجية تعتمد على الطاقة الشمسية، ضمن خطة قطر لجعل الملاعب صديقة للبيئة.
واستضاف الملعب 10 مباريات خلال كأس العالم 2022، من بينها النهائي الأسطوري بين الأرجنتين وفرنسا، وحضره أكثر من 88 ألف متفرج، في أكبر حضور جماهيري بتاريخ المونديال الحديث.
فيناليسما.. ليلة عودة المجد بين بطلين قاريين
في صيف 2022، استعاد ملعب ويمبلي العريق في لندن بريقه من جديد، عندما استضاف مواجهة خاصة تحمل اسم “فيناليسما” — وهي مباراة تجمع بين بطل كوبا أمريكا (الأرجنتين) وبطل يورو 2020 (إيطاليا)، في صدام كروي يربط بين قارتين ويعيد ذكريات “كأس القارات” بصيغة جديدة.
متى انطلقت الفيناليسما؟
الفيناليسما ليست فكرة جديدة كليًا؛ بل تعود جذورها إلى سبعينيات القرن الماضي عندما كانت هناك بطولة شبيهة تسمى كأس الأبطال بين القارات (Artemio Franchi Cup)، وأقيمت مرتين فقط:
عام 1985 بين فرنسا (بطل أوروبا) وأوروغواي (بطل أمريكا الجنوبية)
عام 1993 بين الأرجنتين (بطل كوبا أمريكا) والدنمارك (بطل أوروبا)
وبعدها توقفت الفكرة لأكثر من 25 عامًا، حتى قرر الاتحادان القاريان إحياؤها في عام 2022 تحت اسم جديد: “فيناليسما”، وهي كلمة إيطالية تعني النهائي الكبير.
بين المجد الضائع والطموح المتجدد
جاءت الأرجنتين إلى ويمبلي وهي تحتفل بلقبها القاري بعد 28 عامًا من الصيام، بقيادة ليونيل ميسي الذي حرر نفسه من لعنة النهائيات.
في المقابل، دخلت إيطاليا المباراة وهي تبحث عن إنقاذ هيبتها بعد فشلها في التأهل إلى كأس العالم 2022، رغم تتويجها باليورو قبل أشهر قليلة.
ميسي.. المايسترو الذي قاد الأوركسترا
قدم ليونيل ميسي عرضًا فنيًا من طراز خاص، فقد صنع الهدف الأول بتمريرة مذهلة للاوتارو مارتينيز، وساهم في الهدف الثاني لدي ماريا، ثم صنع الثالث لباولو ديبالا في الوقت القاتل.
وبحسب الإحصائيات، فقد لمس ميسي الكرة 65 مرة، ونجح في 5 مراوغات من أصل 6، وصنع 3 فرص محققة، ليؤكد أنه ما زال قلب هذه الأرجنتين النابض.
إيطاليا في أزمة هوية
المنتخب الإيطالي ظهر بلا روح ولا حلول هجومية، خصوصًا في ظل غياب مهاجم صريح.
مشاكل البناء من الخلف وضغط الأرجنتين العالي أربكت دفاع “الآزوري”، الذي خسر الكرة في مناطقه 13 مرة، وهي أعلى نسبة له منذ يورو 2020.
ما بعد الفيناليسما: إعلان جاهزية الأرجنتين للمونديال
بعد هذا الفوز الساحق، بعثت الأرجنتين برسالة واضحة للعالم: “نحن جاهزون للمونديال”.
وبالفعل، بعد أشهر قليلة، توّج ميسي ورفاقه بلقب كأس العالم 2022 في قطر، لتصبح “فيناليسما” نقطة التحول التي منحت المنتخب الثقة والمكانة العالمية مجددًا.
كانت “فيناليسما” أكثر من مجرد مباراة، كانت عرضًا كرويًا يؤكد أن المجد لا يُمنح إلا لمن يستحقه.
إرسال التعليق