تحديد موعد عودة برشلونة إلى ملعبه التاريخي كامب نو
كشف تقرير صحفي إسباني، اليوم الإثنين، عن موعد عودة برشلونة للعب على ملعبه “سبوتيفاي كامب نو”، حيث ينتظر الحصول على التصاريح اللازمة.
وبعد أكثر من عامين من بدء أعمال التجديد، لا يزال الملعب الشهير غير جاهز لاستضافة المباريات حتى مع انخفاض سعته.
وكانت إدارة الإطفاء بالمدينة، قد أكدت أنه لا تزال هناك مشاكل في طرق الإخلاء، إلى جانب قضايا تتعلق بالسلامة أخرى.
وبحسب صحيفة “سبورت” الكتالونية، فإن المحادثات بين برشلونة والبلدية إيجابية جدًا بشأن اللعب على ملعب سبوتيفاي كامب نو.
وأضافت الصحفية، أنه من المتوقع أن يعود برشلونة للعب على ملعب “سبوتيفاي كامب نو” بداية من مباراة أتلتيك بيلباو يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وكان برشلونة قد أعلن في وقت سابق عن مواجهة أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا على ملعب مونتجويك.
وقال برشلونة، في بيان رسمي: “مباراتنا الثالثة في مرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا ضد أولمبياكوس يوم الثلاثاء 21 أكتوبر/ تشرين الأول ستقام على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي (مونتجويك)”.
وأضاف البيان: “يواصل النادي العمل للحصول على التصاريح الإدارية اللازمة لافتتاح ملعب كامب نو في الأيام المقبلة”.
ويعمل برشلونة على التعديلات الجديدة التي أطلع عليها مجلس مدينة برشلونة النادي الأسبوع الماضي.
ومن المتوقع أن تبلغ السعة النهائية لملعب كامب نو 105 آلاف متفرج، وكان من المقرر أن يُفتتح في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لكن الأعمال تأخرت مرات عدة.
وتُقدر تكلفة إعادة بناء كامب نو من قِبل برشلونة بـ 1.5 مليار يورو (1.75 مليار دولار).
ومن المقرر أن يخوض برشلونة 6 مباريات خلال 23 يومًا فقط، من بينها الكلاسيكو المنتظر أمام ريال مدريد، يوم الأحد 26 أكتوبر، على ملعب سانتياجو برنابيو.
ويبدأ برشلونة المباريات الستة، يوم السبت 18 أكتوبر/ تشرين أول بمواجهة جيرونا، على ملعب مونتجويك، ثم مواجهة أولمبياكوس اليوناني في دوري أبطال أوروبا، يوم الثلاثاء 21 أكتوبر/ تشرين أول، على نفس الملعب.
وعقب مباراة أولمبياكوس سيدخل برشلونة مباراة الكلاسيكو، وبعدها سيستضيف فريق إلتشي، يوم 2 نوفمبر/ تشرين الثاني، ثم يواجه كلوب بروج، يوم 5 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدوري الأبطال، قبل أن يختتم السلسلة بلقاء سيلتا فيجو يوم 9 نوفمبر/ تشرين الثاني.
Getty Images
تاريخ كامب نو
يُعتبر ملعب “كامب نو” أحد أبرز المعالم الرياضية في العالم، ليس فقط لكونه الملعب الرسمي لنادي برشلونة، بل لأنه أصبح رمزًا كرويًا وثقافيًا يعكس هوية المدينة الكتالونية.
وقد افتُتح الملعب رسميًا في 24 سبتمبر/ أيلول 1957 بمباراة ودية جمعت برشلونة مع فريق ليجا وارسو البولندي، وشهد حضورا جماهيريا هائلا آنذاك، ليبدأ مسيرة طويلة ارتبطت بالإنجازات والذكريات الخالدة.
وتعود فكرة إنشاء الملعب إلى خمسينيات القرن الماضي، حين شعر مسؤولو برشلونة أن ملعب “ليس كورتس”، الذي كان يحتضن مباريات الفريق، لم يعد قادرا على استيعاب الأعداد المتزايدة من الجماهير.
وجاء قرار بناء “كامب نو” ليكون مشروعًا عملاقًا يليق بالنادي الذي كان يتوسع رياضيًا وجماهيريًا.
وبالفعل، استغرق البناء 3 سنوات بتكلفة ضخمة في ذلك الوقت، بلغت حوالي 288 مليون بيزيتا إسبانية.
ومنذ افتتاحه، احتضن الملعب العديد من المناسبات الكبرى، أبرزها نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999 بين مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ، الذي اعتُبر من أكثر النهائيات إثارة في التاريخ بعد ريمونتادا الشياطين الحمر في اللحظات الأخيرة.
وكان كامب نو مسرحًا لمباريات كأس العالم 1982 في إسبانيا، بالإضافة لاستضافته لمنافسات كرة القدم في أولمبياد برشلونة 1992.
وعلى صعيد برشلونة، ارتبط “كامب نو” بمسيرة أسطورية لعدد من أعظم لاعبي كرة القدم، مثل يوهان كرويف، ودييجو مارادونا، ورونالدينيو، وليونيل ميسي، الذين خطفوا الأضواء على أرضيته عبر عقود مختلفة.
وقد أصبح الملعب شاهدًا على الإنجازات المحلية والأوروبية للنادي، خصوصًا في حقبة المدرب بيب جوارديولا، حين قاد الفريق لتحقيق ثلاثية تاريخية عام 2009.
ويُعرف “كامب نو” أيضًا بسعته الجماهيرية الهائلة، حيث تجاوزت في بعض الفترات حاجز 120 ألف متفرج قبل أن تُخفض لاحقًا إلى نحو 99 ألفًا لأسباب تتعلق بالسلامة.
ورغم ذلك، ظل الأكبر في أوروبا وواحدًا من أكثر الملاعب امتلاءً بالجماهير في مختلف المواسم، إذ يُعتبر بالنسبة للمشجعين الكتالونيين مكانا مقدسا يجمع بين الرياضة والانتماء.
وعلى مر العقود، لم يكن “كامب نو” مجرد ملعب لكرة القدم، بل أصبح منصة للتعبير عن الهوية الكتالونية، خصوصًا في فترات الجراك الاجتماعي.
وكان المدرج الجنوبي للملعب، المعروف باسم “جول سود”، رمزًا لتجمع الجماهير المتحمسة، التي لا تكف عن الهتافات والأغاني الداعمة للنادي.
اليوم، مع مشروع إعادة التحديث والتطوير الجاري، يسعى برشلونة إلى تحويل “كامب نو” إلى تحفة معمارية حديثة تواكب متطلبات كرة القدم العصرية، مع زيادة في عدد المقاعد وتطوير المرافق لتقديم تجربة استثنائية للجماهير.
إرسال التعليق