ودية الدرعية تنهي سجل جيسوس المثالي مع النصر

وضع فريق الدرعية المنافس في دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، حدا لتفوق النصر في الموسم الحالي لدوري روشن السعودي للمحترفين، بعدما تغلب عليه في تجربة ودية بهدفين لهدف.

وفاز الدرعية 2-1 على النصر، في تجربة خاضها الفريقان استعدادا لاستئناف المنافسات المحلية، وذلك خلال فترة التوقف الدولي الحالي.

ويتأهب النصر لمواجهة الفتح يوم السبت المُقبل ضمن الجولة الخامسة لدوري روشن، الذي يتصدره العالمي برصيد 12 نقطة بالعلامة الكاملة بعد 4 انتصارات في أول 4 جولات.

ورغم توالي الانتصارات محليا وآسيويا، فقد جاءت الهزيمة الودية أمام الدرعية لتنهي السجل المثالي لفريق المدرب البرتغالي جورجي جيسوس، الذي لم يتعرض لأي هزيمة منذ بداية الموسم.

واستهل نصر جيسوس موسمه بالفوز على الاتحاد 2-1 في الدور نصف النهائي من بطولة كأس السوبر السعودي، والتي أقيمت في هونج كونج خلال شهر أغسطس/آب الماضي.

وفي النهاية تعادل النصر مع الأهلي 2-2 قبل أن يتفوق الأخير بركلات الترجيح، لكن العالمي لم يخسر في الوقت الأصلي، إذ يتم اعتبار نتيجة المواجهة تعادل.

وبدأ النصر الدوري بالفوز على التعاون 5-0 ثم واصل التفوق ليهزم الخلود 2-0 في الجولة الثانية، ثم انتقل الفريق إلى بطولة دوري أبطال آسيا 2 ليخوض أولى مباريات دور المجموعات، حيث تغلب على استقلال دوشنبه الطاجيكي بنتيجة 5-0.

وعاد النصر للدوري بمباراة ديربي أمام الرياض فاز فيها 5-1، قبل أن يواصل انتصاراته ويحقق فوزه الأول في رحلة بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين على حساب جدة بنتيجة 4-0.

وأمام الاتحاد في الدوري حسم النصر الكلاسيكو بتفوق تام على مستوى الأداء وبنتيجة 2-0 لتتواصل هيمنة فريق المدرب جيسوس.

واستمرت الانتصارات ليحقق الفريق انتصارًا جديدًا وبثنائية أخرى جاءت على حساب الزوراء العراقي في الجولة الثانية لدوري أبطال آسيا 2.

سجل مثالي ولكن!

ويمتلك النصر مع جيسوس سجلا مثاليا سواء من حيث الانتصارات أو الشباك النظيفة من مباراة لأخرى، لكن ودية أمام الدرعية تسببت في خسارة أولى للعالمي.

وجاءت التجربة الودية للنصر في غياب عدد كبير من لاعبيه الأساسيين، سواء على مستوى المنتخب السعودي، المشاركة في دور المُلحق لتصفيات كأس العالم 2026، أو اللاعبين الأجانب مثل كينجسلي كومان “فرنسا” والثنائي البرتغالي كريستيانو رونالدو وجواو فيليكس.

فلسفة جيسوس

جورجي جيسوس مدرب برتغالي يُعرف بأسلوبه التكتيكي المتوازن، ويجمع بين الهجومية الصريحة والصلابة الدفاعية، وهو ما ظهر جليًا في تجاربه مع الأندية مثل بنفيكا، فلامنجو، والهلال، ثم النصر. يعتمد جيسوس على تنظيم الفريق من الخلف، مع بناء هجمات تبدأ من خط الدفاع أو خط الوسط، ثم تنطلق الأجنحة والأظهرة للمشاركة الهجومية، مما يخلق ضغطًا مزدوجًا على دفاع الخصم. في الوقت نفسه، يُشترط الانضباط الدفاعي، بحيث يُعاد تقريب الخطوط بين الدفاع والوسط عند فقدان الكرة، مع تطبيق الضغط العالي أحيانًا لاسترجاع الكرة بسرعة.

أحد أبرز ملامح طريقته هو المرونة التكتيكية؛ قد يستخدم خطة 4-2-3-1 أو 4-3-3 حسب إمكانيات اللاعبين وطبيعة المنافس. في تشكيلة النصر الحالي، يُشاهد كيف يستفيد من تواجد لاعبين مثل بروزوفيتش وجواو فيليكس في خط الوسط من أجل استلام الكرة، توزيعها، وتحريكها للأطراف، بينما يُطلب من الأجنحة والمهاجمين التحرك بدون الكرة لخلق مساحات أو سحب المدافعين. كما يقدّر جيسوس اللاعبين أصحاب الخبرة القادرة على اتخاذ القرارات الصحيحة تحت الضغط، ويُمنحون دورًا قياديًا داخل أرض الملعب.

في الجانب الهجومي، يسعى جيسوس لاستخدام العرضيات من الأطراف، واستغلال الزيادة العددية في خطوط الهجوم عند الفرصة، مع تحولات سريعة من الدفاع للهجوم. أما من الناحية الدفاعية، فهو لا يرضى بأن يظل الفريق سلبيًا، ويطلب من اللاعبين وجود تناسق تكتيكي – بمعنى أن الفجوة بين الخطوط لا تُترك واسعة، والفتحات بين المدافعين يتم استغلالها من الخصوم إذا لم يلتزم الجميع بموقعهم.

بشكل عام، أسلوب جيسوس يركّز على الفعالية: هدفه أن يحقق التوازن بين الأداء الممتع والنتائج الملموسة. مع النصر، يُتوقع أن يواصل بناء فريق قوي من الناحية الهجومية والدفاعية، يملك شخصية قادرة على فرض الأسلوب داخل الملعب، والاستفادة القصوى من إمكانيات اللاعبين المتاحة.

تحديات أكتوبر

وتنتظر النصر تحديات خاصة في شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي، عندما يبدأ مبارياته بمواجهة الفتح يوم السبت بالدوري، قبل أن يواجه جوا الهندي في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا 2.

ويلعب النصر مع الحزم يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول على ملعب الأخير في الدوري، ثم يصطدم بالاتحاد في كلاسيكو جديد ولكن على مستوى بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في دور الـ16 يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول.