مدرب اليابان يعتبر الفوز التاريخي على البرازيلي ثمرة عمل على مدى عقود
يرى هاجيمي مورياسو مدرب المنتخب الياباني، أن الفوز الودي التاريخي الذي حققه “الساموراي الأزرق” الثلاثاء على نظيره البرازيلي 3-2، كان ثمرة عمل على مدى عقود من الزمن، مشجعا لاعبيه على استخدامه كنقطة انطلاق نحو الفوز بكأس العالم.
فاجأت اليابان مضيفتها البرازيل بثلاثة أهداف في الشوط الثاني لتحول تخلفها بهدفين في طوكيو إلى فوز تاريخي هو الأول لها على أبطال العالم خمس مرات في 14 مباراة.
وأعرب مورياسو عن سعادته بلاعبيه لنجاحهم أخيرا في تحقيق الفوز المنتظر، مشيدا أيضا بالتشكيلات اليابانية التي مهدت الطريق لتحقيق هذا الانتصار التاريخي، قائلا “لم تفز اليابان على البرازيل من قبل، لكن اللاعبين الذين سبقونا كانوا دائما على قدر التحدي في محاولة التغلب عليهم، وبفضلهم تمكنا من الفوز اليوم”.
وتابع “هذه النتيجة تُجسّد جهود الجيل الحالي والأجيال السابقة من اللاعبين اليابانيين”.
وفازت اليابان على ألمانيا وإسبانيا في كأس العالم 2022 في قطر قبل أن تخسر بركلات الترجيح أمام كرواتيا في ثمن النهائي.
ورفع مورياسو التحدي بقوله إن اليابان تطمح للفوز بكأس العالم الصيف المقبل في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وحثّ لاعبيه على مواصلة التحسن، مرحبا بدفعة الثقة التي تلقوها قبل قرابة على انطلاق النهائيات العالمية.
وقال “سنواصل ما كنا نفعله، وسنسعى لرفع مستوانا خطوة بخطوة. لن تكون كأس العالم سهلة، وأعتقد أن البرازيل ستعود أقوى، لذا علينا أن نواصل العمل خطوة بخطوة”.
وأشعلت النتيجة احتفالات صاخبة في المدرجات، حيث حضر قرابة 45 ألف مشجع لمشاهدة هذا الإنجاز التاريخي.
وقال المهاجم شوتو ماشينو إن مينامينو الذي كان قائدا للفريق بدلا من واتارو إندو المصاب، حفّز اللاعبين قبل المباراة، مضيفا “كنا نلعب ضد فريق لم نهزمه من قبل، وطلب منا تاكومي أن نجعل هذه المباراة تغير تاريخنا. وهذا ما حصل”.
هذا هو الفوز الأول لليابان على البرازيل في 14 مواجهة بين المنتخبين. كما أنها الخسارة الثانية للبرازيل منذ أن تولّى الإيطالي أنشيلوتي دفة القيادة في أيار/مايو، بعد خسارتها السابقة أمام بوليفيا 0-1 ضمن تصفيات كأس العالم 2026.
وسبق أن ضمِن المنتخبان البرازيلي والياباني التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة التي تقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وأجرى أنشيلوتي تعديلات على تشكيلته التي سحقت كوريا الجنوبية وديا 5-0، حيث أبقى هدّافي اللقاء السابق إيستيفاو ورودريغو على مقاعد البدلاء إلى جانب ماتيوس كونيا، وأشرك مارتينيلي وهنريكي إلى جانب فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد الإسباني في خط الهجوم.
وافتقدت اليابان من جانبها عددا من لاعبيها الأساسيين المصابين، من بينهم الجناح كاورو ميتوما لاعب برايتون الإنكليزي ولاعب وسط ليفربول واتارو إندو.
وافتتحت البرازيل التسجيل بعد سلسلة تمريرات وصلت إلى هنريكي الذي سدد كرة زاحفة إلى المرمى (26). وأضاف مارتينيلي الثاني مستغلا عرضية من لوكاس باكيتا (32).
لكن مينامينو قلّص الفارق بعد خطأ فادح من المدافع فابريسيو برونو (52) الذي سجل حوّل تسديدة كيتو ناكامورا نحو المرمى (62).
وفي الدقيقة 71 سجل أويدا هدف الفوز برأسية متابعا ركنية نفذها البديل جونيا إيتو (71).
سجل مواجهات يروي قصة تطور كروي
منذ أواخر الثمانينيات، بدأت تتشكل ملامح علاقة كروية خاصة بين منتخبي البرازيل واليابان. ورغم التباين الكبير في التاريخ والإنجازات، فإن هذه المواجهات تحولت إلى مرآة تعكس تطور الكرة الآسيوية، وتحديدًا اليابانية، أمام أحد أعمدة اللعبة العالمية.
بدأت الحكاية في 12 يوليو 1989، حين استضافت البرازيل نظيرتها اليابان في مباراة ودية بريو دي جانيرو، انتهت بفوز السيليساو بهدف نظيف. لم تكن تلك المباراة سوى بداية لسلسلة من اللقاءات التي ستتكرر على مدار العقود التالية، في مناسبات ودية ورسمية.
في 1990، التقى المنتخبان مجددًا في سايتاما، اليابان، وكررت البرازيل فوزها بهدف دون رد. ثم جاءت مواجهة 1995 في طوكيو، حيث فاز الضيوف بثلاثية نظيفة، بقيادة روماريو، لتؤكد البرازيل تفوقها الفني الواضح في تلك المرحلة.
لكن التحول الحقيقي في ديناميكية هذه المواجهات بدأ يظهر في الألفية الجديدة. ففي كأس القارات 2005 بألمانيا، قدمت اليابان واحدة من أفضل مبارياتها أمام البرازيل، ونجحت في فرض التعادل 2-2 في لقاء مثير، كاد أن ينتهي بانتصار تاريخي لليابانيين لولا خبرة البرازيليين في اللحظات الحاسمة.
وفي كأس العالم 2006، التقى المنتخبان في دور المجموعات، حيث فازت البرازيل بنتيجة 4-1، في مباراة شهدت تألق رونالدو الذي سجل هدفين، ليصبح حينها الهداف التاريخي للمونديال.
توالت بعد ذلك اللقاءات الودية، ففازت البرازيل برباعية نظيفة في بولندا عام 2012، ثم كررت النتيجة في سنغافورة عام 2014، في مباراة تألق فيها نيمار بتسجيله “سوبر هاتريك”. وفي 2013، خلال افتتاح كأس القارات على أرضها، فازت البرازيل بثلاثية نظيفة على اليابان، في مباراة أكدت الفجوة الفنية رغم تطور الأداء الياباني.
في يونيو 2022، التقى المنتخبان مجددًا في طوكيو، وفازت البرازيل بهدف دون رد سجله نيمار من ركلة جزاء، في مباراة أظهرت تحسنًا دفاعيًا لليابان، لكنها لم تكن كافية لتحقيق أول فوز تاريخي.
أما في 14 أكتوبر 2025، فقد تجدد اللقاء في طوكيو ضمن مباراة ودية جديدة، وسط ترقب جماهيري لمعرفة ما إذا كانت اليابان قادرة على كسر عقدة البرازيل، بعد أكثر من ثلاثة عقود من المحاولات.
البرازيل دوما تعاني مع اليابان
رغم أن البرازيل خرجت منتصرة في معظم المواجهات، فإن اليابان لم تكن خصمًا سهلًا في كل المناسبات. بل إن بعض اللقاءات، مثل تعادل 2005، أظهرت قدرة اليابان على مجاراة الكبار، خاصة مع تطور منظومتها الكروية واعتمادها على لاعبين محترفين في أوروبا.
هذه السلسلة من المباريات لم تكن مجرد نتائج، بل شكلت مختبرًا تكتيكيًا وثقافيًا، حيث التقت المدرسة اللاتينية المبدعة بالانضباط الآسيوي المتنامي. وبينما تواصل البرازيل فرض هيمنتها، فإن اليابان تواصل الاقتراب بثبات، في انتظار لحظة الانتصار التاريخي.
أنشيلوتي..مشوار متذبذب مع السيليساو
في مايو 2025، تولّى كارلو أنشيلوتي رسميًا قيادة منتخب البرازيل، ليصبح أول مدرب أجنبي يشرف على “السيليساو” منذ أكثر من ستة عقود. جاء تعيينه بعد فترة مضطربة للمنتخب في تصفيات كأس العالم 2026، حيث أنهى البرازيل مشوارها في المركز الخامس بتصفيات أمريكا الجنوبية، برصيد 28 نقطة من 18 مباراة، وتعرضت لهزائم قاسية أبرزها أمام الأرجنتين (4-1).
ومنذ توليه المهمة، قاد أنشيلوتي البرازيل في سلسلة من المباريات الودية والرسمية، وبدأت ملامح التغيير تظهر تدريجيًا:
- يونيو 2025: تعادل سلبي أمام الإكوادور (0-0) – أداء دفاعي منظم
- يونيو 2025: فوز على باراجواي (1-0) – بداية استعادة الثقة
10 أكتوبر 2025: فوز كاسح على كوريا الجنوبية (5-0) – انفجار هجومي
14 أكتوبر 2025: خسارة أمام اليابان في مباراة ودية (2-3) وهي الأولى في تاريخ مواجهات الفريقين.
إرسال التعليق