فيريرا لجماهير الزمالك: اصبروا.. الأهرامات لا تُبنى في يوم
طالب البلجيكي يانيك فيريرا المدير الفني للزمالك، جماهير ناديه بالصبر على المشروع ومنح الجهاز الفني الوقت الكافي، مؤكدًا أن النقد السريع يُفشل أي مشروع.
وتحدث فيريرا في مؤتمر صحفي أمام مجموعة من الصحفيين، اليوم الخميس، عن مشكلات الزمالك، وكواليس العمل داخل القلعة البيضاء.
ويعاني الزمالك على مستوى النتائج في الفترة الأخيرة مع فيريرا، حيث فشل في تحقيق الفوز خلال آخر 3 مباريات على التوالي بالدوري الممتاز، إذ تعادل أمام الجونة والمحلة وخسر من الغريم التقليدي الأهلي.
وخسر الزمالك صدارة الدوري في ظل التعثرات المتتالية، ويحتل حاليًا المركز الثاني برصيد 18 نقطة، بفارق الأهداف عن المصري المتصدر، فيما يملك الأهلي نفس الرصيد من النقاط، ولكن مع مباراة أقل.
وقال فيريرا: “نبدأ مشروعًا جديدًا كليًا، وأي مشروع يحتاج إلى وقت، الأهرامات لم تُبن في يوم واحد، فهي نفس فكرة مشروع الزمالك ونحتاج وقتًا”.
ووضع فيريرا حدًا للآمال المفرطة في تحقيق النتائج الفورية، واستشهد بالمديرين الفنيين الكبار مثل جوارديولا في مانشستر سيتي وإنريكي مدرب باريس سان جيرمان، اللذين تعرضا للانتقادات قبل أن يتحولا إلى الأفضل”.
وأضاف: “النقد السريع يفشل أي المشروع. يجب على المدرب أن يؤمن بقدرة لاعبيه، ومن جانبي أثق في اللاعبين وأحبهم بشكل شخصي وأنا متأكد أن في يوم من الأيام سنحصل على مكافأة نتيحة التعب والعمل”.
العدو الأكبر
الشق الأكثر خطورة وصراحة في حديث فيريرا كان تركيزه على الأزمة المالية، والتي وصفها بأنها أبرز مشكلة تؤثر بشكل سلبي على الفريق والأداء بشكل عام.
وأضاف فيريرا “هناك أزمة مالية واللاعبون لديهم عائلات ويحتاجون إلى الأموال، هناك أمور صعبة تحتاج التعامل معها سريعًا مع كل لاعب”.
وأكد فيريرا ضعف موقفه في أزمة المستحقات وقال: “أنا لا أملك القوة لدفع أموال اللاعبين، لكن يمكن الحديث معهم لتخفيف الأمر وتسهيل الصعوبات”.
وأوضح فيريرا: “حاولت بشكل شخصي دعم اللاعبين الصغار مالياً، وهو ما يؤكد حجم الأزمة وتأثيرها على الحالة الذهنية للاعبين”.
هذا التصريح يمثل جرس إنذار للإدارة بأنها يجب أن تتدخل فوراً لحل المستحقات المتأخرة، لأن الدافع المادي أصبح حجر عثرة أساسي أمام نجاح أي خطة فنية.
ونفي فيريرا الشائعات المتداولة حول مصيره وعلاقته برئيس النادي، حسين لبيب، وهو ما يوضح مدى تأثير “الشائعات” على الأجواء الداخلية للفريق.
وأكمل حديثه “الفترة الماضية لم أتقابل مع حسين لبيب رئيس نادي الزمالك… وكل يوم يتم تداول أنني قمت بعقد جلسة.. فكل هذا غير صحيح، لما أتحدث مع رئيس النادي في مناقشة رحيلي من الأساس”.
و أكد فيريرا في نفس الوقت شعوره بالدعم من المجلس بالكامل في الاجتماع الأخير، لكنه وضع شرطًا ضمنيًا للصدق قائلا “وإذا حدث أي شيء سأتحدث بأمانة مع الجميع”.
كما نفى بشكل قاطع نيته التخلص من أي لاعب، مستشهداً بالإشاعة حول رغبته في التخلص من عبد الحميد معالي، ليؤكد أن الكثير من الأخبار المتداولة عن الفريق غير صحيحة.
ووجه البلجيكي رسالة للصحافة قائلا: “المدرب يريد “الخبر” وليس “الغضب”، معبراً عن انزعاجه من تحول النقاش إلى ساحة للتعبير عن الغضب الشخصي بدلاً من التحليل المهني.
وواصل “أشعر في بعض الأوقات أن الصحفي أصبح مشجعًا ويتحدث معي بهذا الشعور عقب المباريات، فدائماً المؤتمر الصحفي يكون للخبر الصحفي وليس للتعبير عن غضبهم”.
فيريرا شدد على أنه يتحدث بكل أمانة وصدق عن أداء فريقه، وأنه لم يتردد في وصف الأداء بالضعيف إذا كان غير جيد، كما حدث في مباراة وادي دجلة التي خسرها الزمالك (2-1).
و حرص فيريرا على نفي سيل الشائعات التي تلاحق الفريق داخلياً وخارجياً، حيث نفى بشكل قاطع وجود أي خلافات مع اللاعب الجديد بارون أوشينج، مؤكداً أن العلاقة بين الجهاز الفني واللاعبين الجدد مستقرة.
كما أوضح المدرب سبب غياب اللاعب محمود جهاد عن المشاركة، مُشيراً إلى أن اللاعب يعاني من إصابة ويخضع حالياً لبرنامج تأهيلي، وهو ما يفسر عدم ظهوره في المباريات الأخيرة.
مؤتمر فيريرا كان بمثابة “كشف حساب شامل” للوضع في الزمالك. المدرب ربط بوضوح بين الأزمة المالية وسوء النتائج، وطالب الإدارة بالتدخل السريع لإنقاذ الموسم، بينما طالب الجماهير بالصبر.
رسالة فيريرا الأخيرة هي: إن المشكلة ليست فنية فقط، بل هي أزمة شاملة تبدأ من “المستحقات المتراكمة” وتنتهي بـ “القلق على منصات الإعلام”.
يشار إلى أن الزمالك سيبدأ مشواره في بطولة الكونفدرالية الأفريقية يوم السبت المقبل، بمواجهة ديكيداها الصومالي في ذهاب الدور الـ32.
إرسال التعليق