جاري التحميل الآن

إنجاز تاريخي يحفز شباب المغرب للإطاحة بأمريكا


الكرة المغربية تعيش عصرًا ذهبيًا على كل المستويات

يتأهب منتخب المغرب (تحت 20 عامًا) لكتابة فصل جديد من فصول التألق المتواصلة، التي ترافق المنتخبات المغربية في السنوات الأخيرة، حين يواجه غدا الأحد منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، في ربع نهائي كأس العالم المقامة حاليًا في تشيلي، بصفته المنتخب العربي والأفريقي الوحيد المتبقي في المنافسة، وأيضًا الممثل الوحيد من خارج قارّات أمريكا اللاتينية وأوروبا والكونكاكاف.

يأمل المنتخب المغربي بقيادة مدربه محمد وهبي في معادلة إنجاز تاريخي، مضى عليه عشرون عامًا، حين بلغ المنتخب ذاته الدور نصف النهائي، في مونديال هولندا 2005، قبل أن يكتفي بالمركز الرابع، عقب خسارته مباراة تحديد المركز الثالث أمام البرازيل. 

ويتطلع وهبي لتكرار هذا الإنجاز، ليصبح ثالث مدرب مغربي يقود منتخبًا مغربيًا إلى نصف نهائي كأس العالم، بعد جمال فتحي عام 2005 مع منتخب الشباب، ووليد الركراكي رفقة المنتخب الأول في مونديال قطر 2022. 

وقد جهز وهبي كامل ترسانته للمواجهة القوية أمام أمريكا، معتمدًا على الثلاثي الخطير: معما، وجاسم، والهداف الزابيري، في ظل عدم غياب أي عناصر مؤثرة عن صفوف الفريق.

أمريكا والثأر للأولمبياد

قبل هذه القمة المرتقبة، التقى المنتخبان في فترة التحضيرات مرتين، حيث فاز المنتخب الأمريكي في المباراة الأولى بأربعة أهداف مقابل هدف، بينما انتهت الثانية بالتعادل. 

لكن رغبة الثأر تحضر بقوة في حسابات الأمريكيين، بعد الهزيمة القاسية التي تلقاها منتخبهم الأولمبي أمام نظيره المغربي، بقيادة طارق السكتيوي، في الدور ذاته من أولمبياد الصيف قبل المنصرم، على ملعب حديقة الأمراء، بأربعة أهداف دون رد.

وأطاح المنتخب الأمريكي للشباب – في طريقه إلى مواجهة المغرب – بنظيره الإيطالي برباعية نظيفة، في حين تجاوز “أسود الأطلس” كوريا الجنوبية بهدفين مقابل هدف، بعد أداء مميز وتحكم كامل في مجريات اللقاء. لكن المغرب استقبل هدفًا متأخرًا من ركلة جزاء، أزعجت المدرب محمد وهبي، الذي عبّر عن استيائه من تكرار هذه الأخطاء.

ونبّه محمد وهبي لاعبيه إلى جزئية وصفها بالمزعجة، تتعلق بتلقي شباك المنتخب المغربي ثلاثة أهداف من ركلات جزاء خلال البطولة، الأولى أمام البرازيل، والثانية من المكسيك، والثالثة ضد كوريا الجنوبية. 

واللافت أن الركلات الثلاث كانت نتيجة لمسات يد داخل منطقة الجزاء، من مدافعي المنتخب المغربي.

وأشار وهبي إلى أن تقنية الفيديو تدخلت 6 مرات خلال البطولة، لإلغاء ركلات جزاء طالَب بها المنافسون، بفضل تقنية “البطاقة الخضراء” المعتمدة لأول مرة في هذه النسخة. 

وقال المدرب: “لا أجد تفسيرًا لما حدث سوى الحماس الزائد لدى اللاعبين. علينا أن نكون أكثر هدوءًا في مباراة أمريكا، فهي من أقوى المنتخبات التي سنواجهها في البطولة، وأكثرها شراسة هجومية وتنظيمًا تكتيكيًا”.

واعتبر وهبي أن ما يعيشه من حافز مستمد من نجاح الركراكي في مونديال قطر، قائلًا: “قلت مرارًا إن الركراكي كان الملهم بالنسبة لنا. إنجازه التاريخي في قطر بثّ فينا روح الأمل والطموح لننافس على أعلى المستويات”.

وواصل: “لم يتوقع أحد أن يكون المنتخب المغربي منافسًا قويًا في هذا المونديال، لكننا أثبتنا العكس بعد عبور مجموعة حديدية، ضمت منتخبات كبيرة مثل المكسيك وإسبانيا، اللتين تواجدتا معنا في الدور ذاته من البطولة الحالية.. نحن لا نبحث عن أمجاد شخصية، بل عن مجد الكرة المغربية عالميًا”.

السادس تواليًا

وتعيش الكرة المغربية واحدة من أكثر فتراتها توهجًا، إذ واصلت منتخباتها تحقيق نتائج مذهلة على مختلف المستويات. فخلال العام الجاري، بلغت خمسة منتخبات مغربية نهائيات البطولات الكبرى التي شاركت فيها، في سابقة تاريخية تؤكد قوة مشروع تطوير كرة القدم في البلاد.

وتُوّج منتخب المغرب لأقل من 17 عامًا بكأس أمم أفريقيا، كما حقق منتخب السيدات لكرة الصالات لقب كأس الأمم الأفريقية، بينما فاز المنتخب المحلي بلقب “الشان” في كينيا، وحلّ منتخب السيدات وصيفًا في بطولة أمم أفريقيا خلف نيجيريا، أما منتخب أقل من 20 عامًا الذي يواجه أمريكا حاليًا، فقد أنهى بطولة كأس أفريقيا وصيفًا لجنوب أفريقيا، في البطولة التي استضافتها مصر.

ويسعى وهبي ولاعبوه لكتابة سطر جديد في سجل النجاحات المغربية، ببلوغ نصف نهائي كأس العالم للشباب، ليكون ذلك الإنجاز السادس تواليًا لمنتخبات المغرب في البطولات الكبرى. 

هذا الهدف يتماشى مع رؤية الاتحاد المغربي لكرة القدم، الذي وضع خطة استراتيجية تركز على بلوغ المراحل المتقدمة في كل المسابقات، سواء كانت قارية أو عالمية، تأكيدًا على المكانة التي باتت تحتلها الكرة المغربية في المشهد الكروي الدولي.



Source link

إرسال التعليق

You May Have Missed