جناح الملك يعود للتحليق.. ريال مدريد يستعيد نجميه قبل الكلاسيكو
تلقى نادي ريال مدريد أنباءً سارة قبل المواجهة المرتقبة أمام غريمه التاريخي برشلونة في كلاسيكو الأرض، والمقرر إقامته يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر الجاري على ملعب سانتياجو برنابيو، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.
إذ بات الثنائي داني كارفاخال وترينت ألكسندر أرنولد على بُعد خطوات من العودة للمشاركة مجددًا مع الفريق، بعد أسابيع من الغياب بسبب الإصابة، في تطور يمنح المدرب تشابي ألونسو دفعة قوية قبل واحدة من أهم مباريات الموسم.
ووفقًا لما كشفه الصحفي الموثوق فابريزيو رومانو عبر شبكة “سكاي سبورتس”، فإن الثنائي الملكي يتقدمان بوتيرة سريعة في مراحل التعافي، حيث تدرب الثنائي بالفعل على أرضية ملعب فالديبيباس اليوم الأربعاء، في خطوة تُعد مؤشرًا إيجابيًا على اقتراب استعادة جاهزيتهما الكاملة.
فقد عاد كارفاخال مؤخرًا إلى لمس الكرة خلال التدريبات، وهي المرحلة التي عادةً ما تسبق العودة إلى المران الجماعي، ما يعني أن ظهوره أمام برشلونة بات احتمالًا واقعيًا للغاية.
المدافع الإسباني المخضرم كان قد تعرض لإصابة عضلية خلال مواجهة ديربي مدريد أمام أتلتيكو على ملعب “ميتروبوليتانو” يوم 27 أيلول/سبتمبر الماضي، حيث غاب منذ ذلك الحين عن الملاعب، وسط توقعات بغيابه من 3 إلى 4 أسابيع.
ومع اقتراب نهاية تلك المدة، يعمل كارفاخال بجدية قصوى من أجل اللحاق بالكلاسيكو، إذ يدرك تمامًا أهمية تلك الليلة بالنسبة لجماهير الميرينجي، وللموسم بأكمله.
أرنولد.. تحدٍ شخصي وموعد مع الحلم
أما ترينت ألكسندر أرنولد، الوافد الجديد إلى ريال مدريد في الصيف الماضي، فيخوض سباقًا خاصًا مع الزمن للعودة من الإصابة التي لحقت به يوم 16 أيلول/سبتمبر خلال مواجهة مارسيليا في دوري أبطال أوروبا.
وتشير التقارير إلى أن اللاعب الإنجليزي قطع شوطًا مهمًا في برنامج التعافي المكثف، بعدما كان من المتوقع أن يغيب لمدة تتراوح بين 10 و12 أسبوعًا.
لكن الحماس الكبير الذي يُبديه أرنولد، ورغبته الجامحة في خوض أول كلاسيكو بقميص ريال مدريد، جعلاه يسارع الخطى لاستعادة جاهزيته قبل الموعد المنتظر.
أرنولد يدرك أن ظهوره أمام برشلونة سيكون حدثًا استثنائيًا، ليس فقط لأنه أول كلاسيكو له، بل لأنه سيُختبر فيه تحت الأضواء العالمية التي تتابع هذا الصدام الفريد بين العملاقين الإسبانيين.
Getty Images
أزمة الظهير الأيمن.. معضلة مؤقتة
خلال غياب الثنائي، عانى ريال مدريد من نقص واضح في مركز الظهير الأيمن، ما أجبر المدرب تشابي ألونسو على إجراء تعديلات تكتيكية عديدة في المباريات الأخيرة.
فقد استعان المدير الفني بخيارات بديلة مثل فيديريكو فالفيردي وراؤول أسينسيو لتغطية هذا المركز بشكل مؤقت، رغم أنهما في الأصل يلعبان في مراكز هجومية ووسطية.
وعلى الرغم من الأداء الجيد الذي قدّمه كلا اللاعبين في فترات متفرقة، فإن هذا التبديل التكتيكي أثّر بشكل واضح على التوازن العام للفريق، خصوصًا في التحول الدفاعي وفي بناء الهجمات من الأطراف.
لذلك فإن عودة أحد الظهيرين — أو كليهما — قبل الكلاسيكو تمثل دفعة فنية ونفسية هائلة لريال مدريد.
دفعة قبل المعركة الكبرى
وسيكون استعادة أرنولد أو كارفاخال بمثابة “حقنة تفاؤل” للفريق قبل الكلاسيكو، ليس فقط بسبب القيمة الفنية التي يمثلها اللاعبان، بل أيضًا لما تحمله تلك المواجهة من رمزية ودلالات.
فالفوز على برشلونة في البرنابيو لا يُعد مجرد ثلاث نقاط، بل رسالة قوة وثقة وهيمنة يوجهها الميرينجي إلى خصومه في إسبانيا وأوروبا.
كما يدرك الجهاز الفني بقيادة ألونسو أن الانتصار في الكلاسيكو قد يشكّل نقطة تحول مهمة في صراع الصدارة، خصوصًا في ظل المنافسة المتقاربة بين العملاقين على قمة جدول الليجا.
EPA
فلسفة ألونسو.. سلامة اللاعب أولًا
ورغم أهمية اللقاء، فإن تشابي ألونسو يتمسك بمبدئه الثابت الذي كثيرًا ما عبّر عنه: “سلامة اللاعب قبل أي شيء”. فهو يرفض المجازفة بأي عنصر لم يستعد جاهزيته بنسبة 100%، حتى وإن كان اللقاء أمام برشلونة.
ألونسو أوضح في أكثر من مناسبة أنه يفضّل خسارة مباراة على خسارة لاعب لفترة طويلة بسبب استعجال عودته من الإصابة، خاصةً في ظل الجدول المزدحم خلال شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثانى/نوفمبر.
حتى الآن، لا توجد تأكيدات رسمية من النادي بشأن إمكانية مشاركة أرنولد أو كارفاخال أمام برشلونة، لكن الأجواء داخل الفريق تسودها روح إيجابية وتفاؤل حذر، بينما يُنتظر أن تُحسم الأمور خلال الأيام القليلة التي تسبق المباراة، عبر خضوع اللاعبين لاختبارات بدنية نهائية لتقييم جاهزيتهما الكاملة.
وفي حال غيابهما معًا، سيكون أمام ألونسو خيارات محدودة، أبرزها إعادة فالفيردي إلى الجبهة اليمنى، رغم أن ذلك سيؤثر على توازنه في منتصف الملعب، أو الدفع بأسينسيو مجددًا في هذا المركز كخيار اضطراري.
وتعيش جماهير ريال مدريد حالة من الترقب والقلق الممزوج بالأمل، فالفريق يتطلع إلى أن يدخل الكلاسيكو بكامل قوته الضاربة، وسط رغبة جامحة في توجيه ضربة معنوية لغريمه الكتالوني، وتأكيد أحقيته بصدارة الترتيب.
ويبدو أن اللاعبين أنفسهم يتشاركون هذا الشعور، إذ يُظهر كل من أرنولد وكارفاخال التزامًا كبيرًا في التدريبات وبرنامج التأهيل، على أمل اللحاق بقائمة المباراة المنتظرة.
EPA
برشلونة في ورطة الإصابات
على الجانب الآخر، يعاني برشلونة من أزمة إصابات خانقة تُهدد تحضيراته للكلاسيكو، إذ يفتقد الفريق لعدد من ركائزه الأساسية، فقد ضربت الإصابات كلًا من خوان جارسيا، ومارك أندريه تير شتيجن، وبابلو جافي، ولامين يامال، وفيرمين لوبيز، ورافينيا.
ويُعد الثنائي يامال ولوبيز الأقرب للعودة والمشاركة في الكلاسيكو، بينما يستبعد الجهاز الطبي لحاق تير شتيجن وجافي وجارسيا، الذين خضعوا جميعًا لعمليات جراحية، في حين تعرض رافينيا لانتكاسة جديدة خلال عملية التعافي.
هذا الغياب الجماعي يضع المدرب هانز فليك في موقف صعب قبل التوجه إلى البرنابيو، خاصة وأن اللقاء قد يلعب دورًا محوريًا في تحديد مسار المنافسة على اللقب مبكرًا.
وحتى الجولة الثامنة، يتصدر ريال مدريد جدول ترتيب الليجا برصيد 21 نقطة من 8 مباريات، بعدما حقق 7 انتصارات وتلقى خسارة وحيدة أمام أتلتيكو مدريد.
أما برشلونة فيأتي في المركز الثاني برصيد 19 نقطة، جمعها من 6 انتصارات وتعادل واحد وهزيمة أمام إشبيلية، مما يجعل الفارق بين الفريقين قابلاً للزوال في حال فوز أي طرف بالكلاسيكو.
يبدو أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد شكل “الكلاسيكو”، ليس فقط على مستوى التشكيل، بل أيضًا على مستوى الحالة النفسية للفريقين.
ففي مدريد، يسابق أرنولد وكارفاخال الزمن للعودة في ليلة ينتظرها الملايين حول العالم، بينما في برشلونة يُصارع فليك لعلاج آثار الإصابات التي تهدد استقرار فريقه.
إرسال التعليق