فيرتز في ملعب الحقيقة: “جوهرة” ستضيء سماء أنفيلد.. أم ينضم لجوتزه وفيرنر!
أعلن ليفربول، الصيف الماضي، إتمام صفقة تاريخية بقيمة قياسية بلغت 116 مليون جنيه إسترليني (حوالي 150 مليون دولار أمريكي) لضم النجم الألماني الشاب فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن.
هذا المبلغ يُعد رقمًا قياسيًا في بريطانيا، متجاوزًا صفقات سابقة مثل انتقال إنزو فرنانديز إلى تشيلسي.
جاءت هذه الصفقة كجزء من إستراتيجية المدرب أرني سلوت لتعزيز خط الوسط بعد تتويج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم السابق.
فيرتز، البالغ من العمر 22 عامًا، كان قد تألق مع ليفركوزن تحت قيادة تشابي ألونسو، حيث ساهم في الفوز بلقب الدوري الألماني وكأس ألمانيا، وسجل 18 هدفًا وصنع 18 تمريرة حاسمة الموسم الماضي.
ووصف بـ”الوريث الروحي لكيفن دي بروين”، وكانت الجماهير تتوقع أن يصبح العمود الفقري لتشكيلة “الريدز”.
لكن بعد مرور أكثر من شهر ونصف على انطلاقة البريميرليج، يواجه فيرتز صعوبات في التكيف، ما أثار قلق الجماهير ودفع البعض للمقارنة مع نجوم ألمان تألقوا مبكرًا ثم تلاشوا، مثل ماريو جوتزه وتيمو فيرنر.
بداية بطيئة
منذ انضمامه، بدأ فيرتز الموسم بمباراة ودية ضد أرسنال في أغسطس/أب حيث أظهر لمحات من موهبته، لكنه سرعان ما واجه تحديات في الدوري الإنجليزي.
وحتى 30 سبتمبر/أيلول 2025، شارك في 8 مباريات رسمية، لم يسجل خلالها أي هدف، فيما صنع هدفًا واحدًا خلال 599 دقيقة لعب منذ بداية هذا الموسم.
ويعزي المحللون هذا التباطؤ إلى عدة عوامل: مثل سرعة الدوري الإنجليزي المرتفعة مقارنة بالبوندسليجا، وضغط جماهير أنفيلد، وصعوبة التكيف مع أسلوب سلوت الذي يعتمد على الضغط العالي والحركة المستمرة.
تقرير من موقع “توتال فوتبول أناليسيس” الفرنسي، أشار إلى انخفاض معدل تمريرات فيرتز الدقيقة بنسبة 15%، مع زيادة في فقدان الكرة في المناطق الخطرة.
وحذر الخبراء من أنه قد يبقى فترة طويلة على دكة الاحتياط إذا استمر هذا الأداء، خاصة مع وجود بدائل مثل دومينيك سوبوسلاي، وكورتيس جونز.
المدرب الهولندي أرني سلوت، من جانبه، أكد ثقته باللاعب، مشيرًا إلى أنه يجري معه حوارات يومية لدعمه نفسيًا وتكتيكيًا.
Getty Images
شبح جوتزه وفيرنر
الأداء الباهت لفيرتز أثار مخاوف جماهير ليفربول من تكرار سيناريوهات لاعبين ألمان موهوبين تألقوا مبكرًا ثم تراجعوا.
ماريو جوتزه، بطل كأس العالم 2014 بهدفه في النهائي، كان نجمًا في بوروسيا دورتموند، لكنه فشل في بايرن ميونيخ بسبب الإصابات والضغط، ثم تلاشى تدريجيًا في صربيا وهولندا.
تيمو فيرنر، هداف لايبزيج بسجل 34 هدفًا في موسم 2019-2020، انهار في تشيلسي بسجل 6 أهداف فقط في عامين، قبل أن يعود إلى لايبزيج دون استعادة مستواه.
هذه القصص تجعل الجماهير تتساءل: هل يعاني فيرتز من ضغط نفسي مشابه أم أن الدوري الإنجليزي لا يناسب أسلوبه؟
استطلاع رأي على موقع “ذا أثليتيك” أظهر أن 62% من مشجعي ليفربول يخشون تكرار هذا السيناريو، مع تعليقات مثل “لا نريد جوتزه آخر في أنفيلد”.
فيرتز نفسه أقر بصعوبة البداية، قائلاً: “أعلم أن الأمر يحتاج وقتًا، لكنني ملتزم بالتحسن”. بعض المشجعين يرون أن صغر سنه وموهبته الكبيرة يمنحانه فرصة للتعافي، لكن آخرين يخشون أن يكون الاستثمار مقامرة فاشلة، خاصة مع قواعد الربحية والاستدامة المالية في الدوري.
Imago Images
التحديات والفرص المستقبلية
على الرغم من البداية المتعثرة، يرى المحللون أن فيرتز لديه الوقت لاستعادة مستواه.
جدول مباريات أكتوبر 2025 يشمل مواجهات أوروبية ضد أياكس وليفركوزن، ومباريات في الدوري ضد توتنهام وأستون فيلا، مما يمنحه فرصًا لإثبات نفسه.
سلوت يخطط لدمجه تدريجيًا، مع تدريبات فردية لتحسين لياقته وتكييفه مع الأسلوب الإنجليزي.
كما يُتوقع أن تكون مباراة ليفركوزن عاطفية بالنسبة له، حيث سيعود إلى ناديه السابق، مما قد يشعل شرارة تحسن أدائه.
خبراء مثل جيمي كاراجر يدعون للصبر، مشيرين إلى أن لاعبين مثل محمد صلاح وأندي روبرتسون احتاجوا وقتًا للتأقلم. لكن الضغط يتزايد، حيث يرى البعض أن فشله قد يكلف ليفربول ماليًا وفنيا، خاصة مع التكلفة الباهظة للصفقة.
زإذا نجح فيرتز، قد يصبح النجم الذي يقود ليفربول للدفاع عن اللقب وتحقيق أحلام دوري الأبطال، أما إذا استمر تراجعه، فقد يُسجل كواحد من أكبر الإخفاقات في تاريخ النادي.
صفقة فلوريان فيرتز تمثل مقامرة كبيرة لليفربول، تجمع بين الإثارة والمخاطرة. الجماهير، التي ما زالت تتذكر بريقه مع ليفركوزن، تخشى ظلال جوتزه وفيرنر.
الشهور القادمة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كان فيرتز “الجوهرة الألمانية” التي ستضيء أنفيلد، أم مجرد صفقة مكلفة تضاف إلى قائمة الإخفاقات. الكرة الآن في ملعب فيرتز، والجميع ينتظر لحظة تألقه الحقيقية خلال الفترة المقبلة.
إرسال التعليق