انسحاب وشيك من أفريقيا.. يد الزمالك ضحية فريق القدم والخزينة الخاوية
يبدو أن الزمالك يمر بواحدة من أكثر مراحله صعوبة في تاريخه الحديث، إذ تتجه إدارة النادي برئاسة حسين لبيب إلى اتخاذ قرار بالانسحاب من بطولة “أفريقيا لكرة اليد للرجال”، المقرر إقامتها قريبًا في المغرب، بسبب الأزمة المالية الحادة.
وبحسب مصادر من داخل القلعة البيضاء، فإن الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة، إذ سيصدر مجلس الإدارة قراره النهائي بشأن المشاركة من عدمها.
ورغم وجود انقسام داخل المجلس، إلا أن الاتجاه الغالب حاليًا هو الانسحاب من البطولة القارية، في خطوة تعكس مدى الضيق المالي الذي يعانيه النادي.
“الأزمة المالية تضرب كل القطاعات”
القرار، رغم قسوته، يأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها الزمالك، إذ تشير المعلومات إلى أن تكاليف المشاركة في البطولة – من سفر وإقامة ومكافآت ومستحقات اللاعبين – تتجاوز 10 ملايين جنيه مصري، وهو مبلغ لم تستطع خزينة النادي تأمينه في الوقت الراهن.
ويبدو أن الأولوية في الوقت الحالي هي لتسوية بعض الملفات العالقة الخاصة بفريق كرة القدم، مثل مستحقات المدربين الأجانب السابقين، حتى لا يتعرض النادي لعقوبات جديدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تؤدي إلى إيقاف القيد.
وبذلك، تفضل إدارة الزمالك توجيه أي سيولة مالية متاحة نحو إنقاذ فريق كرة القدم، ولو جاء ذلك على حساب الألعاب الأخرى، حتى تلك التي لطالما كانت رمزًا لتفوق النادي وهيمنته، مثل كرة اليد.
“انهيار رمزي في اللعبة التاريخية”
كرة اليد تمثل أحد أبرز فصول مجد الزمالك الرياضي، فهي اللعبة التي حقق فيها النادي عشرات الألقاب القارية والمحلية، وبات اسمه مقترنًا بالبطولات الأفريقية، لذلك فإن مجرد التفكير في الانسحاب من البطولة القارية يمثل ضربة قوية لسمعة الزمالك وتاريخه في اللعبة.
الانسحاب – إن تم رسميًا – سيكون مؤشرًا واضحًا على أن الأزمة لم تعد محصورة في كرة القدم، بل امتدت إلى بقية الألعاب داخل النادي.
فالعجز عن تمويل رحلة فريق اليد، الذي طالما كان مفخرة لجماهير الزمالك، يعكس تدهور الوضع المالي والإداري بشكل غير مسبوق.
“مشاكل فنية تزيد الوضع تعقيدًا”
لم تتوقف الأزمة عند الجانب المالي فقط، إذ يعاني فريق اليد أيضًا من حالة فنية صعبة بعد رحيل المدير الفني الفرنسي فرانك موريس، الذي تمت إقالته عقب المشاركة المخيبة في “بطولة العالم للأندية لكرة اليد (سوبر جلوب)” التي أُقيمت في مصر مؤخرًا.
في تلك البطولة، تلقى الفريق هزيمة قاسية أمام برشلونة الإسباني بنتيجة (47-25)، في واحدة من أسوأ النتائج بتاريخ النادي.
الهزيمة لم تكن مجرد خسارة في مباراة، بل كشفت عن فجوة كبيرة في المستوى الفني والبدني، وأكدت أن الفريق لم يكن مستعدًا على الإطلاق لمواجهة الكبار.
رحيل موريس بعد البطولة ترك الفريق بلا مدرب أجنبي قبل أسابيع قليلة من انطلاق البطولة الأفريقية، ما زاد من ارتباك المشهد الفني، وجعل المشاركة في البطولة القارية دون استعداد أو قيادة فنية مخاطرة كبيرة.
“مخاوف من عقوبات قارية”
انسحاب الزمالك من بطولة أفريقيا لكرة اليد – إذا تم رسميًا – لن يكون بلا ثمن، فاللوائح تنص على توقيع غرامات مالية وعقوبات رياضية على أي نادٍ ينسحب بعد إجراء قرعة البطولة، وهو ما يضع مجلس الإدارة في موقف صعب، خاصة أنه لم يرسل اعتذارًا رسميًا قبل موعد القرعة.
ووفق مصادر داخل الاتحاد الأفريقي لكرة اليد، فإن الإدارة الزملكاوية دخلت في مفاوضات غير رسمية لمحاولة تخفيف أي عقوبات محتملة أو التوصل إلى تسوية ودية، إلا أن الموقف لا يزال معقدًا.
“كرة القدم تلتهم ميزانية النادي”
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن كرة القدم أصبحت عبئًا على الزمالك، فالفريق الأول يستهلك معظم ميزانية النادي، بينما تراجعت الإيرادات نتيجة سوء النتائج وتراجع التسويق.
وبذلك، فإن الأزمة في قطاع كرة القدم ألقت بظلالها الثقيلة على كل الألعاب الأخرى، لدرجة أن النادي لم يتمكن مؤخرًا من صرف مستحقات فرق السلة والطائرة واليد، مما خلق حالة من الإحباط داخل أروقة النادي.
“خلل إداري عميق”
قرار الانسحاب – الذي يُنتظر الإعلان عنه رسميًا – لا يعبر فقط عن ضائقة مالية، بل يكشف عن خلل هيكلي في إدارة النادي، فالفشل الإداري في تنظيم الموارد وتوزيعها بشكل عادل أدى إلى انهيار منظومة كانت تُعد من الأقوى في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وفي خطوة موازية لمحاولة استعادة التوازن الإداري، وجه مجلس إدارة الزمالك الدعوة لانعقاد “الجمعية العمومية الخاصة” يوم الثلاثاء 21 أكتوبر / تشرين الأول الجاري، لتوفيق أوضاع النادي واعتماد التعديلات المقترحة على لائحة النظام الأساسي، بما يتوافق مع تعديلات “قانون الرياضة رقم 71 لسنة 2017″، المعدل بالقانون رقم 171 لسنة 2025.
وحتى يكون الاجتماع صحيحًا، يتطلب حضور 4000 عضو على الأقل من الأعضاء الذين لهم حق التصويت، على أن تعتمد التعديلات بأغلبية الأصوات الصحيحة.
إرسال التعليق